(chocolat)
عبدالرحمن بجاش
خلال الأربعة أيام التي مضت شاهدت على التوالي أفلام legends of the fall)))) أساطير السقوط أو الانهيار أو الانحدار و chocolat)) )) و ((12 years a slave)) 12 عاما من العبودية , وللمرة الرابعة عشرة augst rush)) )), وفي كل مرة أنهي فيلما أمسك رأسي وأصيح (( يا الله ما عظم هذا الفن )) أقصد الفن السابع (( السينما )) , ولو أظل أحكي إلى الغد عن كل فيلم من الأفلام الأربعة فلن يسعفني الوقت لأكمل الحكاية , التي ليست هي حكاية كل فيلم , بل حكاية السينما , التي أحرك أصبعي لأستعيد من (( الاستديو )) في تليفوني , لتظهر أمامي صورة لسينما بلقيس في تعز , فأصيح مرة ثانية (( الله كم هي بائسة )) وبالتالي كم هو الفن السابع العظيم مهان !! . في مرحلة ما بعد سبتمبر 62 جرى هدم المدرسة الأحمدية – أقول للمرة المليون لا رحم الله من أمر بهدمها وكذلك من أمر بهدم مدرسة عبدالناصر الثانوية بصنعاء – , وبالتوازي تراجع عدد دور السينما إلى حد أن تحولت قصر سبأ إلى قاعة أفراح وليال ملاح !! , أما 23 يوليو والثورة في الجحملية فأصبحتا في خبر كان , وبالتوازي أيضا اختفت سينما المركز الثقافي بميدان الشهداء , وفي صنعاء كانت دور السينما: بلقيس , الأهلية , الثورة , الشعبية , وعروض في المراكز الثقافية المصري والسوري في شارع القصر وكذلك الروسي وغيره , الآن في صنعاء بلقيس تتحول إلى تراث !! والأهلية يعرض بكرت المشفر مباريات كرة القدم , وعبدالكافي سفيان صاحب أكثر من دار للسينما من التربة في الحجرية إلى الحديدة ووكيل الأفلام أختفى بفعل الضربات التي تلقاها الفن السابع في دور سينما الكويت وخالده في المجمع الكويتي بحدة !! , لا تعرف الأجيال المتعاقبة بالنتيجة أي شيئ عن السينما , وأن كانت تشاهد أفلامها عبر الفضائيات ومحال أفلام الـ cd)))), لكن يظل للفن السابع شوقة وشجنة , بدليل أن لا دار اغلقت في الدول المتقدمة ولا في مصر ولا في بيروت , إذ برغم كل وسائل المشاهدة إلا أن السينما تواصل الصمود والبقاء , بدليل المهرجانات من كان إلى دبي وبيروت والقاهرة , وتواصل الشركات الكبرى إنتاج الأفلام العظيمة , ويكفي أن تتابع فيلم 12 عاما عبودية لترى المشهد العظيم كما هو في بوليود الهندية !! , هنا للأسف لا سينما تجارة ولا سينما صناعة , وأن كانت بوادر لصناعة السينما قد تشكلت في الجنوب أيام الحزب الاشتراكي جرى وأد كل ما له علاقة بأي منجز باعتباره شيطانا رجيما إذ أتى حتى كفكرة للحزب الاشتراكي اليمني , فحين اقترح جارالله تحويل قصر السلاح إلى قصر للثقافة ومدينة ثقافية مصغرة عمل حلف التخلف قصير النظر على قتل الفكرة في المهد !!, وسرى الأمر حتى على فرقة الكوشاب الرائعة للرقص !!! , التخلف لا ينتج إلا مزيدا من المتخلفين ظلوا يقودون المشهد الثقافي بالحبل والعصى حتى رموا بكل أدوات ورموز الفنون بكل أنواعها إلى الهاوية !! , الآن أن تتحدث وزيرة الثقافة عن السينما فهو ما نتمنى أن نراه منجزا يعيد الاعتبار أولا وسريعا إلى دار سينما بلقيس , التي لا أدري كيف نجت من أولئك الذين استولوا حتى على الحدائق , ما رأي الوزيرة لو تستدعي أصحابها وتطلع على المشكلة , ويمكن بالتشارك بينهم والقطاع الخاص المتنور أن يعاد ترميمها وافتتاحها بصيغة توفر العائد المادي والمعنوي للجميع هواة السينما وعشاقها كفن عظيم , ومن يسعى إلى الرزق وهذا حقه , هل علي أن أشير إلى القطاع الخاص أن يبادرإلى إنقاذ الدور التي لا زالت على الأقل كهياكل قائمة وتنتظر أما الفناء واما إعادة الدور إليها !! , أخلص إلى القول أن من نقل الغرب المتقدم إلى العالم ما غير السينما , وجرى نقل البعد الإنساني والكفاحي والنضالي للشعوب عبر أفلام الشاشة العريضة , هل يتذكر جيلي كم صفقنا لظهور جمال عبدالناصر في (( الجريدة العربية )) من على شاشة سينما بلقيس بتعز ¿¿ هل يتذكر صاحبي غازي المفلحي كم صحنا وصرخنا أمام شاشة قصر سبأ اعجابا بظهور البطل ¿¿¿