الحكومة الجديدة فرص النجاح متوفرة ومؤشرات الفشل موجودة

جمال عبدالحميد عبدالمغني*

 - أولا: فرص النجاح هل هي متوفرة فعلا¿ سؤال يطرحه الكثير وإجابتي على هذا السؤال ومن خلال خبرتي المتواضعة – نعم وبالفم المليان فرص النجاح متوفرة وكبيرة جدا
أولا: فرص النجاح هل هي متوفرة فعلا¿ سؤال يطرحه الكثير وإجابتي على هذا السؤال ومن خلال خبرتي المتواضعة – نعم وبالفم المليان فرص النجاح متوفرة وكبيرة جدا بالرغم من عدم معرفتي أو جهلي بالمعلومات الكافية لتكوين وجهة نظر منصفة عن كثير من الوجوه التي أوكلت إليها حقائب وزارية ناهيك عن سماعي خلال الأيام الماضية لآراء بعض المهتمين عن عدد محدود من الوزراء الجدد بعضها سلبية وبعضها إيجابية لكن كثير من تلك الآراء لا يمكن التسليم بصحتها بصورة مطلقة سواء السلبية منها أو الإيجابية والأفضل أن نترك الأيام والأسابيع والشهور القادمة تحدثنا بصدق عن كل ما تحمله جعبة كل وزير أو وزيرة.
أما مبعث تفاؤلي بنجاح كبير يمكن أن تحدثه الحكومة بشكل جماعي وفردي فله أسبابه وشروطه الوجيهة والمنطقية من وجهة نظري المتواضعة أيضا ومن هذه الأسباب الآتي:
البيئة اليمنية بشكل عام والاقتصادية منها تحديدا تحتضن واحدا من أكبر مستنقعات الفساد في العالم وتتسابق سنويا ومنذ عقود على تبوؤ مركز الصدارة في الفساد العالمي ونهب المال العام وضعف الرقابة وتدني عملية الشفافية وضعف القوانين الرادعة والاستهتار بالموجود منها وعدم تطبيقها … إلى غير ذلك من مظاهر الفساد . طبعا هذا التقييم المزعج والتصنيف المخزي لهذا الوطن التعيس في مجال الفساد والشفافية لا نستطيع إنكاره أو إخفاؤه عن الناس ويصدر بكل أسف سنويا عن المنظمات الدولية المختصة بهذا الشأن سواء المستقلة منها أو الرسمية والتي تتبع الأمم المتحدة وطالما أن هذه حقيقة موجودة وبهذا المستوى الكبير فإن فرصة النجاح الاقتصادي متوفرة وبقوة فيكفي أن تتخذ الحكومة إجراءات بسيطة للحد من الفساد بصورة جادة وحازمة ورادعة ضد كبار الفاسدين تحديدا وسنلاحظ جميعا ثمرة اتخاذ تلك الإجراءات سريعا سواء من خلال الأموال الكبيرة التي سترقد الحزبية العامة وبصورة مباشرة نتيجة لتلك الإجراءات أو للنتائج ضد الكبار لدى فاسدين أصغر منهم وخوفهم من أن تطالهم يد العدالة قريبا كما طالت من هم أكبر منهم فسادا أو نفوذا وهذه الطريق جربت في أكثر من بلد وكانت نتائجها مذهلة ولتسليط الصورة وتقريب وجهة النظر المتفائلة بالنجاح الكبير سأضرب مثلا بسيط: لو أردت أن تنظف بيتا ممتلئا بالنفايات ومهجورا منذ فترة طويلة ويحتاج إلى كثير من الترميمات التي نتجت عن إهماله فقط عليك أن تبذل جهدا كبيرا ولكنك ستعيد البيت إلى وضعة الطبيعي وسيظهر عملك لدى الجميع وسيقولون لقد حول البيت من خرابة إلى قصر وهذا حال اليمن وفي المقابل لو أردت تنظيف بيت نظيف أصلا لن يلاحظ الناس أنك أحدثت شيئا كبيرا في القصر وهذا حال اليابان مثلا حكومتنا بإمكانها تحقيق نسب نمو خرافية لو أرادت وحكومة جديدة في اليابان لن تحقق أكثر من 2% نسبة نمو.

• رئيس المنتدى الوطني لمكافحة الفساد

قد يعجبك ايضا