رحيل شاعر الثورة صالح سحلول

كتب/ محمد القعود

غيب الموت يوم أمس الأول الشاعر الكبير صالح سحلول الملقب بشاعر الثورة اليمنية وذلك عن عمر ناهز 96 سنة وذلك بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي والدفاع عن الثورة اليمنية من خلال إبداعاته الشعرية طوال أكثر من نصف قرن.
ويعد الشاعر الكبير من أهم الأسماء في مجال الشعر الشعبي اليمني وذلك من خلال إسهاماته الهامة والفاعلة في ساحة الشعر الشعبي اليمني حيث قدم الكثير من الأعمال الشعرية الشعبية التي ناقشت وتناولت الكثير من القضايا الوطنية والثورية والاجتماعية والتي من خلالها عرف الشاعر بصوته الثوري وفكره التنويري المميز طوال المراحل المختلفة والمواقف والقضايا الوطنية والاجتماعية التي كان يتصدى لها الشاعر بكل جسارة ووطنية وإخلاص وذلك لإيمانه برسالته في خدمة وطنه ومجتمعه من خلال شعره المبدع والقريب إلى قلوب كل الناس.
وقد التحم الشاعر الكبير مع قضايا الوطن وثورته المباركة السبتمبرية منذ انطلاقها يوم 26 سبتمبر 1962م حيث كان هو أحد أهم الأصوات الشعرية الشعبية التي كانت تقف في خندق الثورة ضد فلول الإمامية الضلامية المبادة وهو ما جعل الرئيس الأسبق الراحل المشير عبدالله السلال يطلق عليه لقب «شاعر الثورة».
وقد نعت الشاعر الراحل وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين حيث أشاد نعي وزارة الثقافة بدور الشاعر الراحل في خدمة الثورة والمجتمع والثقافة الوطنية وإسهاماته الرائدة في تعزيز حركة التنوير.
كما أشاد بيان النعي بإصدارات الشاعر الراحل وأعماله وما ناله خلال تجربته من تكريم واحتفاء .
وفي بيان نعي اتحاد الأدباء والكتاب عدد البيان مناقب ومآثر وأدوار الشاعر الكبير الراحل عبدالله صالح سحلول.
ومما جاء في البيان: «لقد كان الشاعر سحلول قامة شامخة من قامات اليمن الشعرية والنضالية الكبرى .. وقد رافق شعره أحداث الوطن وتطلعاته للحرية والتغيير .. وعانق مواجيد وأحلام إنسانه منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي .. وظل لما يقرب من سبعين عاما يقدم النموذج الأعلى للمبدع اليمني الوفي لقيم ومبادئ الحق والحرية والثورة ورفض الظلم وإباء الضيم والقهر والعسف وانتهاك إنسانية الإنسان ..
وقد عبر العملاق الراحل من خلال مئات القصائد عن ملاحم الثورة اليمنية وبطولات رجالها .. كما انتقد بشجاعة ووعي اختلالات الواقع اليمني وفساد الأنظمة» ..
وسيتم ظهر اليوم الثلاثاء مواراة جثمان الفقيد الراحل في مقبرة النجيمات بصعاء.
رحم الله الشاعر الكبير وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.

سيرة ذاتيه للشاعر الراحل

التعريف به:
صالح بن أحمد بن علي سحلول ينحدر عن عائلة ورث أبناؤها الموهبة الشعرية خلفا عن سلف فهو شاعر بن شاعر بن شاعر ويلقب بشاعر الثورة.
من موالية عام 1338هـ الموافق 1919م في قرية بيت العميسي من مخلاف العرش مديرية رداع محافظة البيضاء.
تلقى الشاعر دراسته الأولية في كتاب القرية على يد (فقيه القرية).
التحق الشاعر بأبيه في الغربة بالخارج وذلك إبان الحرب العالمية الثانية.
في حياة الهجرة والاغتراب تطورت موهبته الشعرية ونمت مع آلام الغربة وقسوة الحياة بعيدا عن الأهل طيلة خمس سنوات قضاها بالمهجر.
عاد الشاعر إلى أرض الوطن عام 1942م بعد كارثة الوباء العام الذي حصد عشرات الآلاف من الشعب اليمني وكان منهم أفراد أسرة الشاعر نفسه.
منح لقب شاعر الثورة من قبل مجلس قيادة الثورة ورئيسه آنذاك المشير عبدالله السلال.
منحه الزعيم العربي جمال عبدالناصر منحة دراسية إلى الأزهر الشريف بمصر إلا أنه لم يتمكن من السفر لهذه المنحة للظروف العامة السائدة في ذلك الوقت.
صدرت له العديد من الدواوين الشعرية ومنها:
– ديوان (يقول سحلول) سنة 1963م.
– ديوان (صورت الثورة) سنة 1985م.
– ديوان (سحلول في النقد والنصائح والحكم والأمثال) سنة 1992م.
– ديوان (روائع الكتاب الرابع) سنة 1999م.
– ديوان (أشعار الحكماء من آل سحلول القدماء) سنة 1999م.
– ديوان (المساجلات الشعرية) سنة 2005م.
وله أيضا عدة إنتاجات شعرية تحت الطبع وهي:
– كتاب (الأمثال اليمنية).
– كتاب (مذكرات تسعة عقود).
– كتاب (الأعمال الشعرية الكاملة).
– كتيب (الملحمات الشعرية).
الحياة العملية والنضالية:
بدأ في عام 1943م في تدوين أبياته الشعرية والتي عبر فيها عن آلامه وآلام المواطنين وعن آمال الشعب اليمني في الخلاص من ذلك الحكم الكهنوتي البغيض.
عبر بأشعاره عن آمال الشعب اليمني في ثورتي 1948م و1955م.
ومنذ ذلك الحين وجد له زملاء

قد يعجبك ايضا