جدلية الانقسام الفلسطيني والتشدد الاسرائيلي ..!

عباس غالب


 - 
لـم يـدم شهر العسل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس طويلا حتى انهار مؤخرا إثر التداعيات الأمنية الخطيرة التي استهدفت مقرات حركة فتح في قطاع غزة والتي رتبت أعباء اضافية وسلبية على جدار العلاقة بين السلطة والحركة بعد أن كانت قد شهدت في الآون

لـم يـدم شهر العسل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس طويلا حتى انهار مؤخرا إثر التداعيات الأمنية الخطيرة التي استهدفت مقرات حركة فتح في قطاع غزة والتي رتبت أعباء اضافية وسلبية على جدار العلاقة بين السلطة والحركة بعد أن كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة تحسنا ملحوظا تمثل في تشكيل واستئناف حكومة الوفاق وغيرها من الخطوات الفعالة في إعادة بناء الثقة بين الطرفين الرئيسيين في تحمل مسؤولية المنافحة عن قضايا الشعب الفلسطيني.
وتعتبر الأزمة الراهنة بين السلطة وحماس تطورا سلبيا فتراجع هذه العلاقة الثنائية بين الفصيلين الفلسطينيين جاء في توقيت حساس بالنسبة للجهود الاقليمية والدولية ذات الصلة بإعادة تعمير القطاع بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم مؤخرا.
وفي ضوء تصاعد سياسة الاستيطان الصهيوني للمحاولات المكثفة بتهويد القدس من خلال سلسلة الإجراءات التي تتنافى مع قانونية ومرجعية هذه المقدسات والاعتراف الدولي المتزايد بأن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة.
ومن الواضح أن ثمة أطرافا اقليمية تدفع باتجاه توسيع شقة الاختلاف بين رفاق النضال الفلسطيني ووضع العصي دوما في عجلة التوافق الذي يلاحظ أنه كلما اقتراب الفصيلين الفلسطيني من الالتقاء كلما أمعنت هذه الأطراف عرقلة هذه الجهود وتحويل وجهات نظر الفلسطينيين عن الاضطلاع بمسئولية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتحويلها عن وجهتها الحقيقية على درب المصالحة والعمل المشترك.
وإذا كان الموقف الراهن في جدار الاصطفاف الفلسطيني لا يسر عدوا ولا حبيبا فهو بهذا القدر أو ذاك يخدم في المقام الأول أريحية النخب الإسرائيلية وتماديها في اقتحام المزيد من الأراضي الفلسطينية وفي عديد من المقدسات الاسلامية والمسيحية الفلسطينية فضلا عن التعنت وسلبية الموقف إزاء التعاطف الإقليمي والدولي تجاه عدالة القضية الفلسطينية والتنصل عن مقررات ومرجعيات السلام والاخلال باستحقاقات المفاوضات التي عول عليها كثيرا في حرق جدار الصلف والتشدد الإسرائيلي ..وبالتالي إحراز التقدم المطلوب على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي بات الاعتراف بها يلقى تجاوبا دوليا منقطع النظير حتى من تلك الدول التي كانت ـ وإلى عهد قريب ـ تعتبر من أكثر حلفاء اسرائيل وداعما لها.
والخلاصة أن حالة الانقسام الفلسطيني ـ بقدر ما أنها تخل بمضامين عدالة هذه القضية ـ بقدر ما تصب في خانة الاستهداف الإسرائيلي لذلك تبدو حالة الانقسام الراهن بين السلطة والحركة بمثابة هدر للمزيد من الوقت والامكانات والظروف الملائمة التي بدت تلوح أمام الفلسطينيين لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.

قد يعجبك ايضا