زرقاء اليمامة..
فؤاد عبدالقادر
في تراثنا العربي قصص جميلة قمة في روعتها تدهشك تتركك تتنوع بين الحرب والإنسانية والأخلاق والبطولة والكرم والحكم الرشيد.. في تلك القصص عظة وعبرة..
المهلل والسمؤال وحاتم الطائي والخنساء وزرقاء اليمامة وعنترة العبسي وآخرون من الرموز التي نفتخر بهم وقصصهم يضرب بها الأمثال.
زرقاء اليمامة من الزمن الغابر الزمن الجاهل امرأة من جديس في منطقة اليمامة لم تكن كاهنة لكن حباها الله بنظرة ثاقبة ترى فيه لمسافة ثلاثة أيام وكان قومها يصدقون كل ما تقوله لهم كانت زرقاء اليمامة تقف كل صباح وترسل نظرها الثاقب من الصباح حتى المساء تراقب القوافل والسيارة من الناس.. كانت آخر النهار تضع بين أيدي القبيلة كل ما شاهدته.
القبائل لا تجرؤ على الإغارة على جديس اليمامة لأن نظر الزرقاء الثاقب كان يقف سدا أمام أي غزو.
في يوم ما قالت الزرقاء يا قوم إني رأيت اليوم أشجارا تسير نحو القبيلة وكررت مقولتها ضحك الشيوخ وقالوا الزرقاء كبرت وخرفت أشجار تسير ما هذا الحديث الذي تقولينه¿! كانت القبيلة المغيرة قد غطت نفسها مقاتليها بأشجار فكانت تسير راجلة رأت الزرقاء كل ذلك فأبلغت قومها بكل ذلك ولم يصدقوها..
في صباح قايض والصحراء قطعة من اللهب كان رجال القبيلة في حالة استرخاء مشغولين بأمورهم اليومية.. هجم القوم على القوم ونزلوا قتلا ونهبا وأسرا وأخذوا زرقاء اليمامة أسيرة أرادوا من أسرها أن يكتشفوا سر هذه النظرة الثاقبة فعذبوها ثم أخرجوا عيناها ليكتشفوا أن سر النظر بسيط أنها كانت تتكحل بالأثمد والله أعلم من حدث الرواية..