الكهرباء .. الواقع الأتعس ..!

خالد الصعفاني


 - بلغت مستويات خدمة الكهرباء في بلادنا الحدود الأسوأ غير المسبوقة لكنها وفق ما نتصور قد لا تكون الكي الذي يراد منه العلاج وهذا هو الأسوأ ونحن نتحدث عن السيئ ..
بلغت مستويات خدمة الكهرباء في بلادنا الحدود الأسوأ غير المسبوقة لكنها وفق ما نتصور قد لا تكون الكي الذي يراد منه العلاج وهذا هو الأسوأ ونحن نتحدث عن السيئ .. فالقائمون على الكهرباء من الوزير وحتى الغفير أصبحوا معتادين على “جعجعة” المواطنين من طرف البلد إلى طرفه ويستوي في ذلك الصيف بالشتاء ورمضان بغيره وهذا في تصوري أسوأ ما يمكن تصوره وأصعب ما كان من المعقول حدوثه ..
.. إنطفاءات طويلة الأمد كدنا معها ننسى الخدمة برمتها .. وما معنى أن تكون في العاصمة لكنك تظل منتظرا لجرعة الكهرباء تماما كما ينتظر المريض لجرعة العلاج كي يبرأ من مرضه ..! ما معنى أن تأتي الكهرباء لنصف ساعة أو ساعة ونصف ثم تنطفئ لست ساعات أو أكثر ..! وما معنى أن تظل الكهرباء تلعب بأجهزة المجتمع لعدة مرات في كل ” لصي ” حتى أصبحت أجهزة الناس عرضة للتلف ليس بسبب التيار المتردد الضعيف فقط ولكن بسبب انقطاع التيار ومجيئه المتكرر في نفس الساعة ..!
.. ولا أتصور الأمة بأجمعها إلا وقد فقدت الثقة تماما في مسؤولي الكهرباء خصوصا بعد التصريحات الرنانة لعدد من قياداتها بأن الفرج قريب لكن لم يأت لا الفرج ولم يرسل حتى أحد خدمه لطمأنتنا أن وراء أكمة الكهرباء من لا زال حيا ويقول ” يا حي يا قوم برحمتك نستغيث فأغثنا “..
.. ومعاناتنا اليومية مع الكهرباء قادتني للعودة إلى تلافيف الذاكرة منذ أيام الطفولة ثم الشباب .. هناك في قرية “الجرواح” رائعة مديرية صعفان , وخلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات كان عبدالرحمن قايد رحمه الله يمد البيوت بكهرباء أهلية من “ماطور” مركزي لم يكن له من عيب إلا صوته الأجش الذي يأتي من بعيد لكنه حتما لم يكن ليصل لمستوى إزعاج “ماطور” صيني أبو 2 كيلو كما في صنعاء ..
.. كانت الكهرباء من “ماطور” بيت قايد “تولع ” قبيل المغرب بدقائق و”تطفي” مع العاشرة أن لم تخني الذاكرة .. وفي رمضان كانت الكهرباء تظل شغالة من قبيل الإفطار وحتى العودة من صلاة الفجر .. بالله عليكم هل رأيتم أروع من هذا ¿!! .. وطبعا لم يكن يخترق هذا النظام إلا أمران إما عدم تسديد الفاتورة أو خلل فني خارج عن الإرادة وكان قليلا ما يحدث ..
.. أمر آخر أزيدكم بخصوص كهرباء القرية .. كان المتحكم يعطي الأهالي قبيل ” طفي ” إشارة تنبه الجميع إلى أن التيار سيقطع بعد خمس إلى عشر دقائق وهذا كان يعطي الناس فرصة لإطفاء الأجهزة والاستعداد للظلام ..
.. رحمك الله يا عبدالرحمن قايد وأنت تثبت مقدرة وكفاءة عجز عنها رجال حكومة ووزراء كهرباء متعاقبون .. كان الاحترام موجودا وكان التقدير موجودا وللأسف كان بعض الأهالي يزنطون حينها مع ثقتي أن الجميع في الجرواح وما جاورها اليوم يترحمون على تلك الأيام خاصة بعد وصول الكهرباء الحكومية وهم يعانون الإنطفاءات اليوم بطريقة عجيبة تجعل حظ المنزل في بعض الفترات عبارة عن عشر دقائق تزيد أو تنقص , وكأني بهم يقولون ” يا ليت والله ما وصلتي يا كهرباء الحكومة .. كنا سابرين ” ..!!
أخيرا :
.. أصبحت خدمة الكهرباء أسوأ عقوبة جماعية مفروضة على المجتمع اليمني .. ومساوئ ضعف الخدمة لا تتصل ببقاء معظم اليمن في خيمة الظلام معظم اليوم فحسب , بل تجاوزت ذلك إلى إضعاف خدمة وصول المياه .. وفوق هذا وذاك تتسبب الكهرباء في قتل ما بقي للناس من عيش كريم وراحة في المنزل .. أما إضراره على القطاع الاقتصادي وتحديدا المنشآت الصغيرة أبو دكان واثنين وثلاثة فهي كارثية خصوصا مع انعدام المحروقات ..وشخصيا اسأل الله العون لاقتصاد البلد إذ كيف تقوم له قائمة والكهرباء ” مقطوعة ” .. وفي الآخر لا أفضل من أن نقول لكل من خربت أجهزتهم الكهربائية بفعل ” طفي – لصي ” : الله يعوضكم بحكومة تشعر بكم وتعيش بينكم ..!!

قد يعجبك ايضا