حرمة أذية المسلمين

الشيخ إبراهيم جمعة جمعة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد, فإن للمسلم عند الله حرمة وقدرا ولجنانه احتراما وحماية عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال ” لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم” ولقد جاءت الشريعة بالآداب والتوجيهات والأحكام والحدود التي تعظم الحرمات وتحمي جناب المسلم أن يمس بأدنى أذى حتى ولو كان في مشاعره وأحاسيسه والأخوة في الإسلام تستوجب الإحسان وتنفى الأذى مهما كانت صوره وأشكاله قال تعالى “إنما المؤمنون إخوة” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا” ويشير إلى صدره ثلاث مرات “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.
وعن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” بل كانت حجة الوداع إعلانا لحقوق المسلم وإشعارا لمبدأ كرامته وتعظيم حرمته وقدره عند الله وتحريم أذيته بأي وجه من الوجوه في ميثاق تاريخي نودي به أعظم محفل أن انتهاك هذه الحرمة التي عظمها الله والتعدي على المسلمين بأذيتهم لمن أعظم الذنوب والآثام وقد قال الله – عز وجل – “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا” ويعظم الإثم إذا كانت الأذية للصالحين والأخيار وأشد لو كانت الأذية للعلماء والناصحين – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذيته بالحرب” فمن المخذول الذي يتصدى لحرب الله وقد قال سبحانه “إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور” وعلى قدر إيمان العبد يكون دفاع الله تعالى عنه وإذا ارتقى العبد في الإيمان إلى مقام الولاية تأذن الله بالحرب لمن عاداه وقد يكون المسلم الضعيف وليا وأنت لا تدري فاحذر من أذية من تولى الله الدفاع عنهم قال ابن كثير – رحمه الله – وقوله : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ” أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه (فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا” وهذا هو البهت البين أن ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقيص لهم لقد حرمت الشريعة ما يؤدي إلى مضايقة المسلم في مشاعره عن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه بل وصل الأمر إلى الجزاء بالجنة لمن أزال شوكة عن طريق المسلمين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة) فانظروا إلى من كف عن المسلمين الأذى وإن كان يسيرا ولم يتسبب فيه إن مجرد كف الأذى معروف وإحسان يثاب عليه المسلم قال صلى الله عليه وآله وسلم (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك) عن أبى ابي ذر رضي الله عنه قال لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أي المسلمين خير قال من سلم المسلمون من لسانه ويده) وفي راويه (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) قال الإمام ابن حجر رحمه الله (فيقتضي حصر المسلم سلم المسلمون من لسانه ويده والمراد بذلك المسلم الكامل الإسلام الواجب إذا سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة وأذية المسلم حرام باللسان واليد وعن أبي سعيد الخدرين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا مالنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال ( فإن أبيتم إلا المجالس فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق¿ قال “غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر”.
فمن صور أذية المسلمين مضايقتهم في طرقاتهم وأماكنهم العامة ورمي النفايات فيها دون مبالاة ولا احترام ورفع أصوات الأغاني في السيارات كما يفعله بعض الشباب أصلحهم الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم قال” اتقوا اللاعنين” قالوا وما اللاعنان يا رسول الله¿ قال” الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم” وقد أخبر عليه الصلاة والسلام- بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأنها شعبة من شعب الإيمان, عن حذيفة بن أسيد أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال “من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم.
ومن قواعد الإسلام العظام: قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم “لا ضرر ولا ضرار” بل حتى من كان له قصد صحيح فإن لا يجوز إن كان سيؤذي المسلمين, عن عبدالله بن بسر أن رجلا جاء إلى النبي (ص) وهو يخطب الناس يوم الجمعة فقال: “أجلس فقد آذيت” وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.. من أكل من هذه الغلة الثوم , وقال مرة “من أكل البصل والثوم فلا

قد يعجبك ايضا