سنواتنا الحمراء!!
خالد القارني
السنة الحمراء عند العرب تعني السنة الشديدة لزعمهم أن السماء تحمر في سني الجدب. ويقولون ايضا العين الحمراء في اشارة الى حدوث شر من قبل صاحبها . ومفهومها من ناحية سياسية عندما ترتدي لبوس هذا اللون لا يختلف عن هذا المعنى الحرمان والعذاب.
والحقيقة المرة انه طال مكوث امتنا في هذه الشدة المجدبة التي مزقتنا الى درجة اننا بتنا في مجتمعاتنا اربعة زمر كما يصنف ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرية. الزﻣرة الاولى من نوع الانسان البليد ﺣﻲ ﻛﻣﯾت ﻣوﺟود ﻛﻣﻔﻘود ﻻ ﯾﺣس أحد ﺑﺣﯾﺎﺗﻪ و ﻻ ﯾﺗرك فراغا بعد مماته إﻧﺳﺎن ﺧﺎﻣل ﻫﺎﻣﺷﻲ ﯾﻌﯾش ﻟﯾﺣﯾﺎ ﯾﺄﻛل ﻟﯾﺣﯾﺎ ﺗﻧﻘﺿﻲ أﯾﺎﻣﻪ رﺗﯾﺑﺔ ﻟم ﯾﺣدث أثر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ!!.
الزمرة الثانية من نوع انسان بهيمي يجري وراء شهواته ينتهك كل شيء ﻻ حياء يردعه و لا ضمير يقمعه ولا عقل يمنعه!!.
الزمرة الثالثة من نوع انسان عصبي المزاج كل همه ان يعلو في الارض يفتخر بلسانه ويتيه بفعله لا قيم تزجره ولا حق يلجمه!!.
الزمرة الرابعة الشيطانية التي كل همها تدبير المكائد واشعال الفتن والتفرج عليها من بعيد وهي تشتعل في كل مكان وتحرق كل ما يقف امامها ويقول تستاهلوا!!.
ولو ان يوسف عليه السلام رجع الى الحياة لقال: سلام الله على اصحاب السبع العجاف اما انتم فكلها عجاف ويعلم الله وحده الى متى ستستمر عجاف¿!.
و يا ليت انها اقتصرت عجافا على جانبها الاقتصادي انما عجاف في جميعهن امني .. سياسي.. اقتصادي.. اجتماعي.. علمي.. وهلم جراء.
انها وبكل مرارة سنوات حمراء شديدة الحمرة الى درجة ان اجسامنا اصيبت بالاحمرار وقلوبنا وعلاقاتنا واقلامنا وارضنا وسمائنا وكل شيء من حولنا محمر من ذات اللون.
لم نعد نرى بقية الالوان نحسب انه لم يخلق من الالوان الا هذا اللون لا نقدر على مضغ اللقمة الا بطعم هذا اللون” بسباس حيمي يفقدنا لشدة حرارته القدرة على ادراك ما نتحدث به او ما نقوم به من فعل”. ايضا لم يعد للقات مذاق الا بهذا اللون فبدون شراب البيبسي او الكر كدية الاحمر لن يستطع كثير من الناس التخزين طوال الليل. المرأة تفقد جمالها اذا لم تستعين بهذا اللون من وجهة نظر بعض المغفلين وربما يؤدي الى طلاقها . نعجز عن تحقيق مصالحنا العاجلة او الآجلة اذا لم يكن لدينا هذا اللون!!.
هل من سبيل للخروج من سنين العذاب¿! التي جعلت ولدان الأمة شيبا هرمنا منتظرين ساعة الخروج وكلما كدنا ندرك الخروج اقبل الأعداء من فوقنا ومن تحت ارجلنا ليعيدونا فيها من جديد تحت مسمياتهم الخادعة “خطة سلام شاملة” “خارطة طريق” “عملية سياسية جديدة” “عملية توافق” “عملية توازن” كلها عناوين لمشاريعهم الخفية للسيطرة وللتحكم بحركتنا نحو المستقبل وهكذا تجري بنا رياحهم الى مصير مجهول لا يوجد به الا لون واحد هو الاحمر. ومن اللون الاحمر اختاروا لنا “الاحمر الشهواني” دون غيره من انواع هذا اللون لإغوائنا لكي نظل نصنع سنواتنا الحمراء صناعة محلية تحت اشراف اعينهم الحمراء.
فهل سيستطيع اخواننا “دهم الحمراء” ان يخرجونا من سنيننا الحمراء ربما يكون ذلك لان العرب تقول: وداويها بالتي كانت هي الداء وما للعين الحمراء الا عين حمراء مثلها. وما اكل السبع البقر السمان الا السبع البقر العجاف. فمتى يكون ذلك¿ لعل الاجابة تحتاج الى نقاش وتناول جديد في قادم الايام.