الثقة بالله.. وحرب الخيانة

احترام عفيف المُشرّف

 

من ضمن سلسلة الحروب التي تناولناها في كتاباتنا؛ نتطرق هذه المرة عن يمن الواثقين بالله وحرب الخيانة وقد نبأنا سبحانه وتعالى عن الخائنين بقوله تعالى (وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ).

تكلم الكثير من الأخوة الإعلامين والكتاب عن الإنجاز الأمني الكبير الذي قام به رجال الأمن الأشاوس في القبض على شبكة التجسس الثلاثية على اليمن ولهم منا التحية والإجلال على ما قاموا ويقومون به، فهذه ليست الخلية الأولى ولن تكون الأخيرة مادام اليمن يتصدى لمحور الشر أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم من الأذناب.

فلهم كل الشكر والتقدير الذين في كل يوم يدافعون عن هذا الوطن مما يحاك عليه داخليًا من مؤامراتٍ عدة من خلايا كامنة تسعى لإقلاق السكينة العامة بما هو الأخطر على الإطلاق من خيانة الوطن لصالح العدو، وقد أجاد الأخوة فيما كتبوه عن هذه البطولات بما لا مزيد عليه.

ولكن علينا جميعا أن نفهم جيدا أن حرب الجواسيس ليست من مهمة رجال الأمن فقط بل هي حرب كلنا جنودها وكلنا مسؤولون عنها ومكلفون بما يقتضيه الواجب من الحس الأمني العالي في المتابعة لأي شيء يحدث فيما حولنا قد يكون فيه اشتباه فنحن في مرحلة حساسة جدا والعدو متربص بنا ولا ندري من أين سيأتينا كونه قد عجز عسكريا في هزيمتنا، فكان أن وجه قوته في حرب الجواسيس فعلينا أن نستشعر المسؤولية فيما هو موكل إلينا كلا من مكانه في الحي أو الحارة أو القرية أو أي محيط هو فيه بحيث يكون على تواصل مع رجال الأمن إذا اشتبه في شيء وهم من سيتحرون عن هذا الاشتباه بمعنى علينا جميعا أن نكون غرفة عمليات كبيرة بكبر الوطن، فالعدو لا ينام وهو في سير حثيث بهذه الحرب والبحث عن ضعفاء النفوس والإيمان لتجنيدهم في هذه الحرب.

ولنا مع هؤلاء الخونة كلام وأن كنا على يقين بأن معهم لا يجدي الكلام ولكنا سنكلمهم براءة للذمة، نقول لمن باعوا أنفسهم وأوطانهم وأعراضهم ودينهم ودنياهم بثمن بخس: بئس ما فعلتموه ألا تعرفوا أنه لا ثمن للوطن ولا مساومة على الوطن ولا تسامح على خيانة التراب ولا بديل للشرف ولا عار أكبر من خيانة الوطن فالخيانة ليست إلا خنجر مسموم إذا طعن به الوطن فلا ترياق له إلا فيً بتر هذا العضو المسموم.

وأكرر قولي للخائنين، أي خزي أنتم فيه، وأي خزي قد جلبتموه لأنفسكم وأهلكم وذويكم، ألا تعرفوا أن الخائن ملعون في كل الشرائع السماوية والوضعية؟! ألا تعرفوا أن الخائن منبوذ في كل المجتمعات محتقر عند الجميع حتى من خان لأجلهم فهو محتقر لديهم فكيف رضيتم لأنفسكم بهذا الهوان والخزي؟! كيف رضيتم لأنفسكم أن تكونوا أرخص من المال الذي بعتم أمانتكم لأجله!! بل أنتم أرخص من ملابسكم التي لن تستر عوراتكم وقد هتكتم سترها فكل ما في الأرض يستقبحكم ويلعنكم.

إياكم أن يكون عذركم هو عسر الحال وقلة المال، فأنتم بهذا العذر كاذبون كاذبون، فلو كان ما قلتم عذرا لما رأينا هذه البطولات التي يسطرها هذا الشعب الفقير من المال الذي يعاني كل أفراده من شظف اليعش وعسر الحال ولكنهم أغنياء بالإيمان. مترفون بالكرامة.

وإياكم أن يكون عذركم عدم الفهم لما تقومون به فقد بحت الأصوات في التحذير والتنبيه وخصوصا وقد أصبحت الحرب معلنة والعدو واضحاً، فلم يعد يوجد التباس في شيء، كل شيء واضح مجرد أن تتعاونوا مع الأمريكي والصهيوني وخدامهم السعودي والإماراتي فأنتم بهذا تبيعون أوطانكم وتخونون أباءكم وأمهاتكم وأبناءكم فكيف لمثلكم أن يعيشوا وهم بهذا الهوان والخزي!! كيف لكم حتى أن تتنفسوا من هواء هذا البلد الذي تتآمرون عليه وتشاركون في قتل قادته وحماته!!؟

خبتم وخابة مساعيكم الآثمة فما أنتم إلا شرذمة موبوءة سيتم القضاء عليها واستئصالها، فاليمن لا يقبل الخونة، وأهل اليمن لا يقبلون الخائن وإن كان من أبنائهم وذويهم وهأنتم اليوم في خزي الدنيا وغدا في خزي الآخرة.

(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)

قد يعجبك ايضا