هل ننتظر عملية سياسية نقية¿

فتحي الشرماني


 - اليوم لا شيء على الأرض غير ثقافة الانتصار والهزيمة وهيمنة من يتقاسم مع الدولة حق استخدام القوة .. إننا نمر بأحداث دموية تتوازى مع كل الجهود القائمة لبناء دولة
اليوم لا شيء على الأرض غير ثقافة الانتصار والهزيمة وهيمنة من يتقاسم مع الدولة حق استخدام القوة .. إننا نمر بأحداث دموية تتوازى مع كل الجهود القائمة لبناء دولة العدالة والمساواة والشراكة والتصالح, وبذلك يتحقق ما كنا نخاف منه, وهو أن تصبح مخرجات الحوار مجرد بنود على الأوراق, في حين يستمر مسلسل العنف والاقتتال, وتظل القوة هي لغة الحديث, وبالفعل فقد سقطت مئات الأرواح في حرب عبثية كان الجميع فيها موحدين, وكل من سقطوا فيها يمنيون, غير أن هناك من بغي واغتر بقوته, فأصر على الحرب, وهو ما أكده البيان الأخير للجنة الرئاسية بأن جماعة الحوثيين أصرت على نقض كل الاتفاقات واستعذبت الحرب.
الآن لا شيء يمكن لي أن أقوله وأن مصر على التمسك بالأمل غير أن أتساءل: هل من يتصدرون مشهد اليوم قادرون على تكوين عملية سياسية حقيقية .. هل لنا أن ننتظر عملية سياسية لا تشوبها شائبة المواجهات المسلحة ومنطق القوة¿
ألم يحن الوقت بعد لأن نترك الماضي ونترك النزعات غير الوطنية, ونتجه إلى التضافر والتشارك والتفاعل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني¿
وإلى جماعة الحوثيين نقول: هل هذا يكفي لأن تضعوا السلاح جانبا¿ أم أنكم مصرون على الاستمرار في سلوك طريق العنف حتى يتدمر كل ما في الوطن وتتحول مدننا إلى مدن أشباح لا بشر فيها ولا ممتلكات¿
ليتذكر الجميع أن لا مستقبل صحيا وآمنا إلا في ظل الشراكة بعيدا عن لغة الإقصاء أو الاستقواء بالسلاح, فالوطن ملك للجميع, ومن حق الجميع أن يسهموا في بناء وطنهم, فلا تطور ولا نهوض مع طغيان مناظر الأشلاء والدماء والخرائب والدمار.
اتركوا النزعات المدمرة للأرض والإنسان .. اتركوا اليمنيين يعيشوا حياة مطمئنة كغيرهم .. اتركوا الاستهانة بأحلام اليمنيين وطموحاتهم في وجود دولة قائمة على العدالة والمساواة والحب والإخاء.
لا تزال هناك فرصة بأن يكون هواة الحروب عند حسن ظن المواطن اليمني .. ولن يكونوا كذلك إلا إذا عاد الجميع إلى البدء الفعلي والجدي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل, فهذه المخرجات هي العاصم من الدمار والفوضى والهلاك, وهي الضامن للمستقبل الذي ينشده الجميع.
أما الدولة بأجهزتها المختلفة فعليها مستقبلا أن تقوم بواجبها كما ينبغي في سبيل استقرار هذا الوطن وسلامة مواطنيه, وعليها أن تفرض هيبتها على الجميع بلا استثناء, وسيكون الشعب معها ناصرا ومؤيدا لأنه إذا لم تكن هناك دولة تحمي الناس وتفصل بين المتخاصمين كقاض لا كوسيط, وتوضح للناس الحقائق, وتكشف عن المعتدي فإنها ستترك الوطن كله سلبا, وأهله هملا, وهذا ما لن يحصل بإذن الله مادام في هذا الوطن عقلاء ومخلصون ننتظر أن يتحقق بجهودهم الخير الكثير لهذا الوطن.

قد يعجبك ايضا