الرواية النسوية العربية ومناهضة العنف الذكوري
متابعة / محمد أبو هيثم

حصل الباحث والأديب عصام واصل على درجة الدكتوراة من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر 2 وذلك عن أطروحته الأكاديمية التي ناقشها خلال الأيام الماضية بالعاصمة الجزائرية والتي قدمها تحت عنوان (الرواية النسائية العربية قضايا النسوية في نماذج مختارة – تخصص تحليل الخطاب) وتم مناقشة أطروحة الدكتوراة أمام لجنة علمية ترأستها الدكتورة ربيعة جلطي ومجموعة من الأكاديميين في الجامعات الجزائرية وأشرف على الأطروحة الدكتور عبدالحميد بورايو.
وبعد المناقشة قررت اللجنة منح الباحث عصام واصل الدكتوراة بدرجة مشرف جدا مع التوصية بطبع البحث كما أشادت بالجهود التي بذلها الباحث وبأطروحته العلمية المتميزة والتي تناولت قضايا هامة في الرواية النسوية العربية.
والباحث والأديب الدكتور عصام واصل من الأدباء اليمنيين الذين لهم إسهاماتهم الفاعلة في المشهد الثقافي اليمني في مجال الشعر والنقد وهو من الأسماء الثقافية والإبداعية التي يعول عليها في رفد الساحة الثقافية والإسهام في ازدهارها وتطورها وخاصة في مجال نقد الرواية.
وفي السطور التالية نستعرض مع الدكتور عصام واصل موضوع أطروحته وذلك من خلال ملخصها الذي استعرضه أمام لجنة المناقشة:
• يقول الباحث في تقديمه لأطروحته:
تعد النسوية نظرية تعمد إلى الكشف عن مكونات الخطاب الأدبي بحثا عن العناصر المجسدة لعلاقة المرأة بالرجل وكيفية تشكلها انطلاقا من فرضية جوهرية انبثقت منها هذه النظرية مفادها أن المرأة تتعرض دائما للعنف والتهميش والتدجين وسلب الهوية مما يجعلها في لحظة انفعال تعمد إلى التمرد على هذا الواقع وخلق واقع بديل تسعى إلى استعادة التوازن المفقود نتيجة لفعل النظام الاجتماعي التقليدي الذي يتأسس على منطلقات أبوية مركبة.
تؤكد حيثيات هذه النظريةö أن كل ذلك سينعكس على المتون الإبداعية من خلال تجسيد واقع المرأة المتخيلة وعلاقاتها بالآخر في النص الأدبي بعد استبطان الذوات الكاتبة لها ومنحöها حيزا في إبداعöها فتتجلى شخصية المرأة في الأعمال الروائية حاملا ثقافيا يجسد معاناة النساء وتكبدهن عناء ما يمارسه المجتمع ضدهن من تمييز جنوسي ومصادرة للحقوق واضطهاد متعدد.
انطلاقا من هذه الفكرةö اشتغل بحثنا هذا على أعمال سردية نسوية تتخذ من مناهضة العنف الذكوري والاضطهاد الاجتماعي مادة أساسية لها وهي أعمال منتخبة بعناية من مجموع الرواية النسوية المكتوبة من قبل المرأة العربية لتتواءم مع الفكرة المركزية التي تعد قاعدة هذا البحث وموضوعته الأساسية. ارتأينا أن يكون المتن قيد الدراسة ثمانية أعمال سردية لأربع روائيات من أربعة أقطار عربية “مشرقية” و”مغاربية” معا بالتساوي لكي تتسع رقعة العينات جغرافيا ونوعيا فكانت “زينب حفني” من السعودية و”هيفاء بيطار” من سورية و”فضيلة الفاروق” من الجزائر و”آمال مختار” من تونس وقد مثلت الأوليان المشرق العربي ومثلت الأخريان المغرب العربي. ولا يعني هذا التصنيف أنه ذو منزع عرقي أو أيديولوجي وإنما هو فكري أدبي صرف يتغيا توسيع آفاق العينات السردية ومعرفة الأبعادö الثقافيةö والأيديولوجية والاجتماعية ودورها في تشكيل القضايا النسوية.
أما الأعمال السردية التي تنولها البحث فيوضح الباحث ذلك قائلا:
وتتمثل الأعمال السردية المنتخبة في «”يوميات مطلقة” و”قبو العباسيين” لـ”هيفاء بيطار” و”لم أعد أبكي” و”ملامح” لـ”زينب حفني” و””تاء الخجل” و”اكتشاف الشهوة” لـ”فضيلة الفاروق” و”نخب الحياة” و”الكرسي الهزاز” لـ”آمال مختار”». وهي أعمال ترتكز على الأبعاد “النسوية” وقضاياها كتيمة أساسية في تشكيل مادتها وقد عد اشتغالها على الأبعاد النسوية وقضاياها حافزا لاتخاذها مدونة للمقاربة انطلاقا من تساؤل مركزي هو:
ما القضايا النسوية التي تشتغل عليها المتون الروائية وتجعل منها أعمالا نسوية وكيف تشتغل عليها وما دلالة هذا الاشتغالö¿!
وقد تفرع هذا التساؤل إلى جملة من الأسئلة من بين أهمها:
كيف تتجلى هذه القضايا في العنونة الروائية وكذا في الجمل البدئية والختامية وما دلالة ذلك¿
كيف تمظهرت علاقة الذات بالآخر من وجهة نظر نسوية¿ وكيف أسهمت هذه العلاقة في تحديد أبعاد ومسارات وأنماط سلوك الذوات وكيف كانت مآلاتها¿
كيف تحركت هذه القضايا والعلاقات في الفضاءات النصية وكيف أسهمت هذه الفضاءات في تحديد الشكل العام لحرية المرأة¿
ويستعرض الباحث منهجه النقدي قائلا:
ولأن النسوية ليست منهجا وإنما هي نظرية مركبة تستفيد من مناهج ونظريات شتى فقد استفدنا من بعض آليات المنهج السيميائي (الباريسي منه على وجه الخصوص) بوصفه منهجا لا يعمد إلى تحديد أبعادö وأشكالö المعنى المتمفصلö في الع