بعض الإشارات العاجلة
د/عبد الله الفضلي

الأولى: إلى المجلس المحلي بأمانة العاصمة:
كنا قد أشرنا في أكثر من ملاحظة أن عمال النظافة والذين تناط بهم أعمال رفع القمامة من الشوارع والأسواق في كل يوم قلنا فيها أن هؤلاء العمال يتعرضون لمخاطر صحية عديدة وحقيقية وهم يرفعون بأيديهم تلك المخلفات وما تتضمنه القمامة من أشياء غريبة مثل المسامير والزجاج المكسر والسكاكين التالفة والأسلاك الحديدية وعلب التونة المفتوحة وغيرها حين يضطرون لرفعها بأيديهم المكشوفة وهم يغوصون بأيديهم إلى أعماق القمامة المتراكمة منذ أيام أو أسابيع قد أصابها العفن والتلوث والروائح الكريهة وتتعرض أيديهم وأرجلهم للجروح المختلفة نتيجة لوجود آلات حادة مغمورة بين بقايا ومخلفات القمامة وبالتالي يصابون بعدة أمراض خطيرة من جراء تكرار قيامهم برفع المخلفات والقمامات بصورة مستمرة وبشكل شبه يومي بل وعلى مدار الساعة.
وكنا قد اقترحنا على أمانة العاصمة والمجلس المحلي أن يزودوا هؤلاء العمال بأغطية بلاستيكية لأيديهم (جوانتيهات) وبواتي بلاستيكية يغطون بها أرجلهم حتى تحميهم من التعرض للجروح والأمراض والأوبئة بالإضافة إلى تزويدهم بكمامات إجبارية يغطي بها العامل أنفه حتى يقي نفسه من الروائح والتعفن وانتقال الأمراض إلى أفراد أسرته.
ولم يتحقق من ذلك شيء وإذا كان ذلك صعبا وغير مجد فبإمكان المجلس المحلي أن يزود هؤلاء العمال بمجموعة من (الكريكات) وسلات من البلاستيك الأسود الكبيرة التي تشبه سلات خلطة الأسمنت وذلك لتجريف القمامة من أرض الشوارع ووضعها في تلك السلة ومنها إلى سيارة نقل القمامة وذلك رحمة بهؤلاء العمال الذين لاحول لهم ولا قوة ولولا وجودهم وجهودهم التي يبذلونها كل يوم وعلى مدار الساعة لتراكمت القمامات في الشوارع وتعفنت وتحولت إلى كارثة بيئية لا تحتمل فهل بالإمكان تحقيق ما أشرنا إليه سابقا أو لاحقا رأفة بهؤلاء العمال.
الثانية: إلى وزارة الداخلية والإدارة العامة لمصلحة السجون والإصلاحيات:
كانت بعض الصحف المحلية قد نشرت في الأسابيع الماضية بعض الأخبار عن استغاثة بعض النساء السجينات في إصلاحية محافظة ذمار بأنهن يتعرضن لكثير من المضايقات والتحرشات وذلك أثناء دخولهن أو خروجهن من العنابر لأسباب عديدة وذلك من قبل أفراد الحراسة. وما تتعرض له سجينات ذمار هو نفس ما تتعرض له نساء سجون الجمهورية وليس الأمر مقصورا على محافظة ذمار.
ومهما كانت التهمة الموجهة للمرأة وكانت سببا في دخولها السجن سواء أكانت قضية جنائية أو قضية اجتماعية أو جنحة أو مخالفة أو سرقة أو أعمال مخلة بالآداب فينبغي على الوزارة المختصة ومصلحة السجون أن توفر لهؤلاء السجينات الأمن والأمان والحماية والرعاية الكاملة صحيا وأمنيا وغذائيا وينبغي قبل كل شيء تطبيق مبدأ السجن إصلاح وتهذيب وتأديب وتأهيل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ينبغي على إدارة السجون أن تخصص عنابر خاصة بالنساء الخطيرات المحكوم عليهن إما بالمؤبد أو بالإعدام ولا ينبغي دمج كل السجينات معهن وخاصة السجينات المستجدات في عنبر واحد. خاصة تلك السجينات مؤقتا أو على ذمة قضايا ليست جنائية أو خطيرة أو مع السجينات صغيرات السن من الأحداث اللاتي يتعرضن لمواقف اجتماعية وأسرية قاهرة حتى لا يؤذين من قبل السجينات الخطيرات حتى لا يقمن بتعليمهن أصول الجريمة وكيف ينتقمن بعد خروجهن من السجن ممن كانوا سببا في دخولهن إليه.
وكذلك ينبغي على مصلحة السجون أن تعزل الأحداث من الأطفال الصغار عن عنابر المسجونين الخطيرين الكبار حتى لا يتعرضوا لبعض المضايقات كالتحرش الجنسي أو ممارسة أعمال منافية للآداب وكذلك تزويد كل العنابر النسائية وعنابر الرجال والأحداث الصغار بكاميرات مراقبة لما يجري داخل كل عنبر وضبط المخالفين وعقابهم عقابا شديدا وعزلهم في عنابر انفرادية. وبالأضافة إلى ما سبق ينبغي على إدارة السجون الاهتمام الشديد بعنابر النساء ودورات المياه والنظافة والتعقيم المستمر للعنابر وبالتالي عزل النساء المصابات بأمراض معدية خطيرة كالسل أو الجرب أو الإيدز وغيرها من الأمراض الخطيرة والعناية بدورات المياه وتعقيمها بصورة مستمرة تجنبا لأي عدوى قد تصاب بها السجينات الأخريات.
وأخيرا ينبغي الاهتمام بتزويد السجون النسائية بعدد من الشرطة النسائية المتدربات والمؤهلات فهن أكثر قدرة على حراسة السجون النسائية والتعامل معهن ولا ينبغي لأفراد الحراسة التعامل مع النساء أو الإشراف على دخولهن وخروجهن بأي حال من الأحوال حتى تتجنب السجينات تلك المضايقات والتحرشات.