قائد تاريخي
حسين محمد ناصر
مرت على مولده (89) عاما وعندما توفاه لله اكتفت قيادة البلاد بإرسال برقية عزاء يتيمة تعدد فيها عددا من مآثره بشكل موجز وهو المناضل الكبير الذي كان من بين مجموعة لا تزيد عن أصابع اليد أسست تنظيم الجبهة القومية وقبل ذلك كان له منظمته الخاصة التي أعلنت الكفاح المسلح على الاستعمار البريطاني.
إنه القائد الكبير (ناصر علوي السقاف) رفيق قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وزميل المناضلين في مختلف جبهات النضال وفي تعز وصنعاء!! وناصر علوي السقاف مناضل صلب وجعله يعيش منكمشا ومعزولا يتذكر وثائق وساعات وأيام نضاله في هذه المنطقة أو تلك وذاك الجبل والوأد مستلهما منها الثبات والقوة ومقارعة أهوال الحياة وطلباتها!!
عندما تم تحرير الشطر الجنوبي سابقا لم يكن من المشاركين في إسقاط الأنظمة القديمة “السلطات” ولم يعد إلى عدن إلا بعد عام 86 بسبب احتجازه في القاهرة لأسباب سياسية وتم تعيينه سفيرا في الكويت عام 69م حتى عام 1971م لينتقل إلى ليبيا ثم سفيرا في أثيوبيا عام 1972م حتى عام 1973م حينما لجأ إلى القاهرة ليطلب اللجوء السياسي وعين (علي شيخ عمر) بديلا له في أثيوبيا ثم لجأ هو الآخر إلى القاهرة بعد ستة أشهر من تعيينه في أديس أبابا.
كانت الجبهة القومية تعتمد على الشباب المناضل في تنفيذ العمليات الفدائية وقد سبق هذه العمليات وسبق تأسيس الجبهة القومية بانضمامه إلى حركة القوميين العرب عام 1960م ليقوم بعد ذلك بالمشاركة الفعلية في تأسيس الجبهة القومية مع فيصل عبداللطيف وحسين الجابري وقحطان الشعبي وعدد آخر من السياسيين والمناضلين الأحرار.
التقى بالسلال – كما يقول في حديث صحفي له- عام 1974م وكذا محمد علي هيثم وعبدالعزيز المقالح واللواء جزيلان وشكلوا جبهة الوحدة اليمنية وانتخب محمد علي هيثم كأمين عام لها وبدأ نشاطها بشكل سري حتى قيام حركة 13 يونيو بقيادة إبراهيم الحمدي الذي قام بتشجيعهم نظرا للصداقة التي كانت تربط بينهم حسب قوله بل إنه ( وافق على الاشتراك بها وقام بفتح مكتب لها في صنعاء وإصدار صحيفة الوحدة برئاسة السقاف).
عانى الفقيد ناصر علوي السقاف كثيرا وأعطى الجبهة القومية والنضال التحريري في الجنوب معظم سنوات حياته وقضى سنوات النضال في الخارج ربما أكثر مما قضى منها في الداخل وكانت له علاقات وصداقات واسعة مع كبار المسؤولين في ثورة 26 سبتمبر المجيدة من أبرز الموقعين على وثائق العمل السياسي الداخلي والمذكرات الموجهة إلى الأم المتحدة ولجان مناهضة الاستعمار وتلك المرسلة إلى قادة الشطر الشمالي سابقا الحاثة على الاهتمام بالمناضلين القادمين من الجنوب إلى تعز وصنعاء وترتيب أوضاعهم النضالية والمادية وتزويدهم بالأسلحة المختلفة للعودة إلى هناك بعد التدريب العسكري وتوجد لدينا العديد من المراسلات الموجهة منه وأخرى موجهة منه إلى زعماء ومشايخ القبائل إبان الثورة اليمنية.
لا تسألوا عن راتبه الشهري!.. ولا الامتيازات التي حصل عليها!!
لا تسألوا ماذا قدمت له الدولة وهو يعاني من الشلل سنوات عدة..
ولكن يمكنكم السؤال عن عدد التقارير التي كانت تكتب ضده وهو على فراش المرض!!