السلطات المتعاقبة استهدفت الاتحاد.. ولا بد من تحديد مصيره بعيدا عن التبعية السياسية ..!
لقاء/ محمد صالح الجرادي

لقاء/ محمد صالح الجرادي –
لم ينف الشاعر والأديب مبارك سالمين وهو رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الواقع المعطل والمغلق للإتحاد في اللحظة الراهنة لكنه عزى ذلك إلى ما أعتبره «استهدافا مباشرا للإتحاد»
وقال مبارك لـ”ثقافي الثورة ” إن الاتحاد يعتزم عقد مؤتمر استثنائي في حال توفر الدعم الذي وعدت به وزارة الثقافة ولفت أيضا إلى توجه المؤتمر نحو مهمة تحديد مصير الاتحاد بعيد اعن التأطير السياسي او التبعية أو الوصاية لمنظومة سياسية ما.
• لنبدأ من تقدير واقع الحال الذي يعيشه اتحاد الأدباء الأدباء يجدون توصيفا سريعا للواقع هو أن اتحادهم مغلق ومعطل .. انتم كقيادة كيف يبدو لكم حال وواقع الاتحاد الآن ¿
– أولا اتحاد الأدباء مؤسسة ذات تاريخ عريق تاريخ سابق على الوحدة , وقد نشأ في عدن والتحقت به شخصيا قبل أكثر من ثلاثة عقود , واليمن بدولتين , ولهذا فإن بنية الاتحاد واليمن بدولتين كانت بنية وحدوية بالضرورة لأن الاتحاد هو المنظمة الوحيدة – في ذلك الزمن – التي تحمل بين جوانحها مشروع وحدة الشعب اليمني وتطوره , وقد تصدر الاتحاد لأسباب تاريخية وثقافية واجهة النضال الوطني من اجل وحدة الشعب وازدهاره وربط كل أنشطته الثقافية بهذا المعنى الذي كان محور مشروعه التنويري وكان الأدباء والكتاب هم حملة مشعل الحرية مند حكمة الوريث في 1938وحتى اللحظات الراهنة التي يتشظى فيها هذا الوطن . غير أن الوحدة التي تحققت سلميا في 22مايو1990 وخاصة بعد حرب صيف 1994 لم تكن إلا سعيا حثيثا لإعادة إنتاج النظام القبلي العسكري العائلي في أسوأ حالاته . بل وأضافت إليه روح التنافر والكراهية بين أبناء الشعب , وأصبحت بفعل الفتاوى والدوغمائية العفنة مظلة للاستبداد والظلم , ووجهت سهامها بمنتهى الوحشية لكل ما هو طليعي ووحدوي في بنية المجتمع اليمنى وكان الاتحاد أول من تلقى هذه السهام .حيث تمت في عام 1991محاولة اغتيال آخر أمين عام له قبل الوحدة المناضل الوطني البارز الأستاذ عمر الجاوي تلك الجريمة التي استشهد فيها الشهيد القيادي في حزب التجمع اليمني الوحدوي الأستاذ حسن الحريبي وأصيب الجاوي إصابات بالغة, لكنه نجا من الموت. ونسبت لمجهولين , لهذه الأسباب وغيرها تراجعت أحلام الاتحاديين وتم العبث بها والتضييق عليها من قبل السلطات الحاكمة المتعاقبة , لجهة الاستيلاء على الاتحاد وتجييره لصالحها لكي يكون ذيلا تابعا , أو غرفة في الحزب الحاكم , كل هذه الأمور مجتمعة وغيرها أدت إلى تراجع دوره في الفترة السابقة.
• نتفق ان كل ذلك تعرض له الاتحاد ..هل تتفقون مع كونه الآن مغلقا ومعطلا كما كان عليه سؤالي ¿
– لاشك أن القول ,بأن الاتحاد الآن معطلا أو مغلقا هو قول لا يجافي الحقيقة في إطلاقه , لان الاتحاد استهدف بصورة مباشرة . في ظل هذه التعقيدات والإهمال المتعمد من قبل السلطة والتغييب , مازلنا نحاول أن نستعيد دور الاتحاد كمنظمة إبداعية تظلل الأدباء من كل الجهات والمنطلقات الفكرية وتذود عن قيم الحق والكرامة الإنسانية في هذه الربوع .
بانتظار إمكانية مؤتمر استثنائي ..
• معلوم انه كان يجب أن يعقد الاتحاد مؤتمره الحادي عشر بعد انتهاء فترة دورته العاشرة في نوفمبر 2013 هذا يعني لا شرعية في طبيعة الوضع الراهن للاتحاد .. إلى ماذا تستندون كقيادة في مراوحة البقاء دون أية دعوة حتى الآن إلى عقد مؤتمر عام ¿
– ليس بخاف على أحد الأوضاع التي مرت بها البلاد خلال الفترة 2010-2013حيث لم يكن بمقدور الاتحاد ولا غيره من منظمات المجتمع المدني أن تعقد مؤتمرها العام لأسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها والقول بانعدام الشرعية هو من باب المناكفة السياسية وطغيانها اليوم على معظم منظمات المجتمع المدني الهامة . و بالنسبة لنا فإن المجلس التنفيذي المكون من واحد وثلاثين عضوا انتخبهم المؤتمر العام العاشر , هو من يدير أعمال الاتحاد في الفترة الواقعة بين مؤتمرين حسب النظام الأساس لاتحادنا ( طبعا عبر الأمانة العامة التي ينتخبها المجلس ) و قد انعقد المجلس التنفيذي مرات قليلة بسبب ارتفاع الكلفة المالية لانعقاده وخسارة الاتحاد لإيرادات المقر العام في عدن والذي كان مؤجرا لمستثمر عربي غادر عدن بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها المدينة والبلاد بصورة عامة , الأمر الذي نتج عنه فقدان الإيرادات ونهب كل محتويات المبنى وتجهيزاته حتى بلاط أرضيته دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا على الرغم من المتابعات الحثيثة من قبلنا وقيادة فرع عدن. ولم يعوض هذا الإيراد الذي كان يغطي كثيرا من نفقات الاتحاد( من دعم لأسر المتوفين من الأدباء و تمويل بعض الإصدارات الأدبية , ودعم الحالات المرضية للأدباء الوفود المشاركة في فعاليات محلية وعربية ),الأمر الذي نتج عنه هذا الخلل الواضح في نشاط الات