معرض زبيد الدولي الأول للكتاب.. تظاهرة ثقافية تعيد للمدينة ألقها ودورها التنويري
كتب/ خليل المعلمي
تشهد مدينة زبيد التاريخية خلال هذه الأيام تظاهرة ثقافية وعلمية لأول مرة في تاريخها المعاصر وهي تنظيم أول معرض دولي للكتاب في هذه المدنية التي تزخر بتاريخ ناصع من الحضور التاريخي على مر العصور وتخرج منها الكثير من العلماء الذين جابوا الأرض مشرقها ومغربها.
المعرض نظمته مكتبة زبيد العامة ضمن أنشطتها الثقافية التي يتم تنظيمها من وقت لآخر وهذا ما يثبت بأن أبناء زبيد يسيرون على خطى أباءهم وأجدادهم بالاهتمام بالعلم والمعرفة والقيام بنشرهما كتأصيل لما سارت عليه المدينة عبر مراحلها التاريخية.
ومكتبة زبيد العامة لم تكتف بفتح أبوابها للقراء فقط بل تقوم بتنظيم العديد من الفعاليات الأدبية والأنشطة الثقافية على مدار العام وتسعى من خلال ذلك ترسيخ رسالتها الثقافية والتنويرية ومن أهم الفعاليات التي تقيمها المكتبة سنويا هي مسابقة شاعر زبيد والتي سيتم إقامتها تزامنا مع أيام المعرض التي ستستمر حتى الـ22 من أبريل الجاري وسيتنافس في هذه المسابقة التي تحمل نسختها الخامسة العديد من الشعراء الشباب من مختلف المحافظات اليمنية ومن محافظة الحديدة أيضا.
ويشهد المعرض في أيامه الأولى حضورا لافتا للجمهور وقد استضافته مدرسة المقري وهي مدرسة تاريخية تم الانتهاء من ترميمها مؤخرا وسيتم عرض أكثر من مائة ألف عنوان في شتى المعارف الفكرية والثقافية والعلمية والتعليمية لعلها تشبع نهم القارئ في مدينة زبيد وما حولها من المديريات التي بدأ رجالها ونساؤها شبابها وفتياتها يتوافدون لحضور هذا التظاهرة الفريدة من نوعها والتي تشهد أيضا العديد من الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض.
إشادة بمستوى التنظيم
وفي افتتاح المعرض أشاد محافظ محافظة الحديدة أكرم عبدالله عطيه بمستوى تنظيم المعرض الدولي بمدينة زبيد التاريخية والتراثية والحضارية الذي يعيد لهذه المدينة جزءا من مكانتها العلمية والأدبية والثقافية.. مثمنا الجهود التي تبذلها مكتبة زبيد العامة لتنظيم هذا المعرض الثقافي الكبير في مدينة زبيد.
ودعا المحافظ عطية أبناء مدينة زبيد والمديريات المجاورة إلى استغلال هذا المعرض واقتناء الكتب والمراجع التي سيستفيدون منها في حياتهم وهواياتهم ومواهبهم المختلفة.
إحياء دور مدينة زبيد
الأديب هشام ورو مدير مكتبة زبيد العامة يقول عن تنظيم المعرض: لقد جاءت فكرة تنظيم المعرض في هذه المدينة التاريخية زبيد لإحياء دور هذه المدينة ثقافيا وعلميا وتنويريا وتعتبر أيضا محاولة جادة لإعادة الاعتبار لها فهي لازالت كما كانت مدينة العلم والعلماء كونها من أهم المدن التي صدرت منها المئات من الكتب واستفاد منها العديد من دول العالم منذ القدم.
مسابقة شاعر زبيد 2014م أبرز الفعاليات
ويضيف ورو: هناك العديد من الفعاليات التي ستصاحب المعرض ومن أهمها بالطبع مسابقة شاعر زبيد في نسختها الخامسة تنافس فيها نخبة من الشعراء من مختلف محافظات الجمهورية وتمت التصفيات النهائية السبت الماضي الموافق 19 أبريل في المسرح المفتوح بقلعة زبيد التاريخية حيث سيتم تصعيد الثلاثة الأوائل حيث حصل صاحب المركز الأول على لقب شاعر زبيد العام 2014م بينما حصل الآخران على المركزين الثاني والثالث كما سيتم تنظيم معارض تشكيلية وفلكلورية تعرض تراث منطقة تهامة ككل وتم تكريم الشاعر الشعبي الكبير محمد الشاغي الذي أفنى عمره شاعرا شعبيا ويعد ذاكرة الأدب الشعبي التهامي وإصدار ديوان شعري تحت عنوان “نغم ودم” للشاعر الكبير علي محمد جعفر أحد رواد الأدب اليمني من أبناء مدينة زبيد..
كما ستقام خلال أيام المعرض فعاليات شعرية وأدبية وأمسيات شعرية وقصصية ومسرحيات بمشاركة معظم أدباء من زبيد ومن المناطق المجاورة لها.
40 دار نشر محلية وعربية
أربعون دار نشر محلية وعربية أبدت استعدادها للمشاركة في المعرض وهي تعرف أن ذلك ليس بمخاطرة فالمعروف عن زبيد وعن أهلها شغفهم بالكتاب بمختلف أنواعه الفكرية والأدبية والعلمية والثقافية والدينية أيضا فزبيد كما كانت حاضرة المدن التاريخية في فترات تاريخية مختلفة هي الآن تحتل المكانة ذاتها من خلال أبنائها المنتشرون في كافة أرجاء اليمن ولهم أدوارهم في مختلف المجالات ولا ينكره أحد.
وأكدوا أن الإقبال كان كثيفا من أول يوم الافتتاح ولازال على وتيرته في بقية الأيام حتى أن إغلاق المعرض يتأخر كل يوم إلى وقت متأخر.
حدثا مهما جدا
فيما عبر الكثير من أدباء ومثقفي مدينة زبيد التاريخية عن سعادتهم الكبيرة وفرحتهم الغامرة بتنظيم معرض للكتاب في هذه المدينة والذي يعتبر أول مرة في تاريخ المدينة.. وأبدوا رغبتهم باستمرار هذه التظاهرة على مدى السنوات القادمة ليصبح مهرجانا سنويا.
حيث يقول الأديب عبدالله الدروبي أحد مثقفي زبيد: إن معرض زبيد الدولي الأول للكتاب يمثل لزبيد العلم