نقلا عن 2
محمد المساح
كما تشير المجلة “المشاهد السياسي” إلى أن عائدات النفط العربي التي يقال أنها تعدت (3) تريليونات “ثلاثة آلاف مليون دولار” قد أنفقت في جزئها على الأقل على قضايا التنمية المتعلقة بالمواطن العربي والمستقبل غير أنها أنفقت في جزئها الأكبر والأعظم على الذات الخاصة بفئة مختارة من البشر ذوي الدماء الزرقاء وأصحاب المناصب والمنافع التي لا حدود لها.. فبعد أربعين عاما على بدء الاستخدام التجاري الحقيقي للنفط العربي في الاقتصاد العالي وعلى عمليات البدء في جني عائدات لا حدود لها من الأموال قياسا بالسنوات الستين التي أعقبت بدء القرن الماضي لا يمكن القول أن العرب لم يعرفوا التنمية ولم يتعاملوا معها ولم يخططوا لها لكنها تنمية ناقصة وغير واقعية وغير مجدية.. فليس هنالك اليوم في عالمنا العربي دولة واحدة تمتلك مصنعا استراتيجيا بالمفهوم الحقيقي لمصطلح مثل هذا قادر على تغطية الوطن العربي بمنتج حيوي يشكل وريد الحياة بالنسبة إلى أسواقنا واحتياجاتنا على الرغم من أن دولنا العربية تستورد أكثر من 1200 منتج حيوي لا يمكن الاستغناء عنه له علاقة بالطاقة وتحلية المياه والدواء والتطبيب والوقاية البشرية والحيوانية من الآفات الضارة والغذاء والطباعة والزراعة والانتاج الحيواني تدفع مقابلها ما بين 14 إلى 15 مليار دولار بل وأكثر من هذه المبالغ وليس هنالك قطر عربي واحد قادر على انتاج سيارة يمكن أن تسوق في الوطن العربي على الرغم من أن أسواقنا العربية تستورد سنويا ما بين 600 إلى 700 ألف سيارة من مختلف الأنواع تدفع مقابلها أكثر من 135 مليار دولار.
وأكثر من 35 مليون وظيفة ما بين حكومية وشبه حكومية في الدول العربية ليس هناك ما يتعدى حتى 2% وظائف إنتاجية حقيقية “خارج نطاق خدمات انتاج الكهرباء وتحلية المياه والإسعاف والتطبيب وإطفاء الحرائق ومشاغل الترميم والتصليح والاستبدال”.