من صنعاء إلى غزة.. الدم واحد وثأرنا واحد

عبد الفتاح البنوس

 

 

من صنعاء العروبة وعاصمة العواصم، إلى غزة هاشم، غزة فلسطين الصمود والبطولة والتضحية والفداء، الدم واحد، والثأر واحد، والمعركة معركة واحدة، والعدو عدو واحد، والقضية قضية واحدة، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تفصل صنعاء اليمن عن غزة فلسطين على الإطلاق، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس هي امتداد لعملية طوفان الأقصى، امتداد لمعركة الحرية والكرامة والاستقلال التي تخوضها المقاومة الفلسطينية البطلة في قطاع غزة ضد كيان العدو الصهيوني.
ونحن في يمن الإيمان والحكمة ندرك جيدًا أن موقفنا الثابت والراسخ رسوخ جبالنا الشاهقة المساند والداعم لإخواننا في قطاع غزة ليس بالأمر الهين، ولا يمكن أن يمر على الكيان المؤقت والشيطان الأكبر مرور الكرام، وأننا سنواجه الكثير من الصعاب وسنتعرض للاستهداف وسيطالنا الأذى وسنتعرض لضربات وتحاك ضدنا المؤامرات، وسنقدم في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، ولكن هيهات أن يثنينا كل ذلك هيهات عن القيام بواجبنا الجهادي المقدس نصرةً لأطفال ونساء وأهالي غزة الذين يموتون جوعًا وعطشًا في ظل سياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها هذا الكيان الإجرامي بحقهم.
الخميس الماضي أقدم العدو الصهيوني على ارتكاب جريمة غادرة وجبانة باستهداف ورشة عمل دورية خاصة بحكومة التغيير والبناء، الجريمة البشعة أدت إلى استشهاد رئيس الحكومة المناضل الوحدوي الغيور المجاهد أحمد غالب الرهوي ومعه عدد من رفاقه الوزراء (رضوان الله عليهم) وأصيب البعض الآخر بجروح مختلفة (شفاهم الله وعافاهم)، حيث ظن الصهيوني النتن أنه بهذه الجريمة سينجح في تحقيق ما لم يقدر على تحقيقه منذ بداية عدوانه الإجرامي على بلادنا، وبغض النظر عن طبيعة عملية الاستهداف هل كانت على خلفية نشاط استخباراتي أو تجسسي، أو مجرد ضربة حظ؛ فإن ما يهمنا اليوم هو تأكيد أن ما تعرضت له حكومة التغيير والبناء من استهداف لم يكن مستبعدًا ولا مستغربًا، فالكل يدرك أنهم أمام مسؤولية عظيمة، وأنهم معرضون للاستهداف في أي لحظة.
بمعنى أن استشهاد هؤلاء القادة العظماء على طريق القدس مدعاة للفخر والاعتزاز، علاوةً على كونه اصطفاءً وتكريمًا إلهيًا، وخاتمةً حسنة يحلم بها كل مؤمن، فأن تختم حياتك بالشهادة في سبيل الله على كيان العدو الصهيوني نصرة لغزة ودفاعا عن القدس وفلسطين فقد فزت ورب الكعبة بالجائزة الإلهية الكبرى، وحصلت على الوسام الأغلى، وبلغت المكانة الأسمى.
صحيح أن الفاجعة كانت كبيرة جدا والمصاب جلل، ولكن ذلك لن يفت في عضدنا، ولن يغير من موقفنا تجاه غزة ونصرتها، ولن تمر هذه الجريمة مرور الكرام، وسيكون الرد بحجم التضحيات التي قدمت، وسيندم الصهاينة كثيرًا على ما اقترفوه وأقدموا عليه، لن ينعموا بالأمن بعد اليوم، لقد فتحوا على أنفسهم أبواب جهنم، وما بعد جريمة استهداف رئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء لن يكون كما قبله، وسيرى النتن وحكومته من البأس اليماني الشديد ما هو كفيل بردعهم وتأديبهم على جريمتهم الغادرة، وتطاولهم السافر الذي تجاوز الخطوط الحمراء.
أما على الصعيد الداخلي فإن حكومة التغيير والبناء ماضية في أداء المهام والمسؤوليات الموكلة إليها والمنوطة بها تحت قيادة القائم بأعمال رئيس الوزراء الأستاذ العلامة محمد أحمد مفتاح وستتواصل مسيرة البناء والعطاء، وستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها النوعية دعمًا وإسنادًا لغزة، وردعًا وتأديبًا لتل أبيب، و لن تتوقف صواريخنا البالستية الفرط صوتية والانشطارية ولا طائراتنا المسيرة، ولدينا الكثير الكثير من الخيارات التصعيدية الكفيلة بفضل الله وعونه وتأييده بقطع اليد الصهيونية التي امتدت للداخل اليمني.
خلاصة الخلاصة : مستمرون في دعمنا وإسنادنا لغزة بكل ما أوتينا من قوة وقدرات، ولن يثنينا استشهاد القيادات عن أداء هذا الواجب المقدس مهما بلغت التضحيات، ولن يرى منا الصهاينة سوى الصواريخ والمسيرات، والحصار البحري لكل سفنه المبحرات، والرد سيكون مؤلمًا للصهاينة والولايات، وسيصل صداه إلى السعودية والإمارات، وكما لم تذهب هدرًا دماء الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه، فلن تذهب دماء الشهيد الرهوي ورفاقه، هذا هو عهدنا ووعدنا لهم ولكل الشهداء العظماء في كل اللحظات والأوقات.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين وغزة والغزاويين، والخزي والذل والهزيمة للصهاينة الغزاة المحتلين البغاة المعتدين ومن تحالف معهم أجمعين.
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا