محمد صلاح وجه أهلي صنعاء المشرق

حسن الوريث

 

 

في عالم الرياضة حيث تتسارع الإيقاعات وتشتد المنافسة غالبًا ما يبرز الأداء الفني والنتائج كأهم معيار للنجاح لكن خلف الكواليس وفي أروقة الأندية العريقة تظهر قصص نجاح من نوع آخر أبطالها شخصيات إدارية لا تُقاس قيمتها بالبطولات فحسب بل بمدى تأثيرها الإيجابي على المحيطين بها وفي النادي الأهلي بصنعاء يقف محمد محمد صلاح نائب رئيس النادي كشخصية إدارية تجاوزت حدود مهامها الرسمية لتكون بوصلةً للود ونموذجاً للطيبة ومرآة للأخلاق الرياضية الرفيعة.
كانت هذه المقدمة ضرورية قبل الدخول في الموضوع حيث تلقيت اتصالاً هاتفياً من الأستاذ محمد محمد صلاح نائب رئيس النادي الأهلي صنعاء عقب الموضوع الذي نشرته في هذه الصفحة عن غياب العمل المؤسسي في النادي الأهلي والتخبط الإداري، وكان في منتهى الأخلاق والتواضع، وطلب مني مشكوراً زيارة النادي للاطلاع على النجاحات التي شهدها ويشهدها النادي الأهلي، وبالطبع لم يكن أمام هذا الرجل المتواضع وصاحب الأخلاق الرائعة إلا الموافقة على الزيارة التي اتفقت معه على تحديدها في أي وقت يناسبه.
وبالعودة إلى شخصية محمد صلاح الرائعة وما يتميز به ليس من كفاءة إدارية بل قدرته الفريدة على التعامل مع الجميع بقلبٍ يمني أصيل لا يتوانى عن الاستماع إلى اللاعبين الصغار قبل الكبار وإلى المدربين وحتى إلى عمال النادي تجده دائمًا يبتسم بعفوية ويتحدث بودٍ واحترام وبالطبع فإن هذا التعامل ليس مجرد بروتوكول بل هو جزء من شخصيته التي تؤمن بأن العلاقة الإنسانية هي الأساس لأي عمل ناجح.
لقد أثبت محمد صلاح أن الإدارة لا تقتصر على القرارات الصارمة والخطط المالية ففي كثير من الأحيان يكون الدعم النفسي والكلمة الطيبة والمساندة في الأوقات الصعبة أكثر تأثيراً في تحفيز اللاعبين وبناء فريق متماسك حيث أن هذه اللمسة الإنسانية تُسهم في خلق بيئة عمل صحية تُبعد اللاعب عن ضغوطات الملعب وتجعله يشعر بالانتماء الحقيقي للنادي.
ففي كثير من الأحيان يتم النظر إلى المناصب الإدارية على أنها تفرض نوعًا من الرسمية والبعد عن الناس لكن محمد صلاح كسر هذه القاعدة، فعفويته وطيبته تظهر في كل موقف يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم، ويتفاعل مع الجمهور بشغف وحماس، ويتقبل النقد بصدر رحب مؤمناً بأن الجميع شركاء في مسيرة النادي ومما لا شك فيه أن هذه العفوية لم تُضعف من هيبته الإدارية بل على العكس زادت من محبته واحترامه لأنها تُعطي انطباعاً بأن المسؤول في الأهلي ليس مجرد صاحب قرار بل هو فرد من عائلة كبيرة يسعى لخدمة الجميع بصدق وإخلاص.
بالتأكيد، أن هذه الشخصية تعد الركيزة الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها لأنها نموذج للإدارة التي تدمج الكفاءة المهنية مع الأخلاق الفاضلة وتُثبت أن النجاح الرياضي لا يُبنى فقط على الأهداف والتكتيكات بل على القيم والمبادئ.
إن النادي الأهلي بتاريخه العريق وجمهوره الوفي يستحق قيادات إدارية تُشبهه في أصالتها وقيمها ووجود شخصية مثل محمد صلاح الذي يعتبر دليلا على أن النادي وكافة الأندية تحتاج إلى شخصيات مميزة على اعتبار أن الأخلاق تظل هي الفائز الأكبر.

قد يعجبك ايضا