الـ ” هوشلية ” !!
أحمد غراب
وراء كل محلل سياسي عظيم مقوت أعظم منه.
عاد المذيع في نشرة الأخبار ما كمل قراءة قرارات التعديل الحكومي إلا وقد انقسموا إلى قسمين ناس يصدروا صحف وملحقات خاصة عن سلبياته وسيئاته وموبقاته وهو الذي لم يجلس بعد على الكرسي ولم يمض ساعات على قرار تعيينه وآخرون يصدرون كتيبات ومؤلفات يعددون فيها مناقبه وشمائله وكراماته وهو الذي لم يستلم عمله الجديد بعد.
ظاهرة غريبة عجيبة قبلما تجدها في أي دولة بالعالم ولا يوجد لها سوى تفسير واحد ” حبك يا سياسة جاء بعد قات ” لهذا اعتقد أننا بحاجة ماسة إلى قانون يجرم الخوض في السياسة بعد القات لماذا ¿!
لأن من عجائب القات الأصلي انه يجعلك تتكلم كما لو كان مكشوف عنك الحجاب ويعطيك جوانح في المخ تحسسك أن تفكيرك من شدة سرعته جعلك تتحدث عن قرار في مارس 2014 وكأنك تتحدث عن تقييم في مارس 2015 أو 2016م.
يا ناس يا هووو أعطوا الرجل فرصة يشتغل وبعدين احكموا على نجاحه أو فشله من خلال عمله بعيدا عن مقاييس القات الأصلي والانتماء الحزبي والتقييمات الشخصية الوقتية التي لا تستند على واقع وتجربة ورؤية عملية.
مثل هذه المعضلات جعلت الشعب يشعر انه في حيرة وتوهان ليس له اول من آخر وهذه إحدى إفرازات المحاصصة الحزبية للمناصب والحروب الخفية بين الأحزاب المختلفة على الكراسي التي سرعان ما تطفو على السطح.
مشكلتنا في اليمن ليست في فشل شخص أو نجاحه إنما هي في الفشل والسعي إلى الشخصنة كشماعة تغطي عقدة النقص من عدم توفير العمل المؤسسي والقانون الذي يحاسب الجميع بشكل عام.
مشكلتنا أيضا في ثقافة خاطئة فمقاييس النجاح بالنسبة لنا شخصية وليست جماعية لأننا كأمة أحزابا وأفرادا وجماعات نفتقد روح الإبداع الجماعي وهذا ما يميز شعبا متقدما مثل اليابان وشعبا وبلدا يدور في دائرة مفرغة مثل اليمن.
ما يحدث ليس نوعا من سرعة البديهية إنما هو حالة من المخضرية والهوشلية الفوضوية التي لاعلاج لها سوى تغليب الروح الوطنية على الشخصية والحزبية والفئوية … الخ.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين