الرياء بالأعمال¿

أحمد الأكوع

 - الذي يرائي الحكام بأعماله ثم ما يلبث أن يغير رأيه عندما يتنازل ذلك المسؤول أو يقصى من الحكم فإذا به يسب ويلعن ذلك الحاكم وكأنه لم يره من قبل ولم يعمل مع

الذي يرائي الحكام بأعماله ثم ما يلبث أن يغير رأيه عندما يتنازل ذلك المسؤول أو يقصى من الحكم فإذا به يسب ويلعن ذلك الحاكم وكأنه لم يره من قبل ولم يعمل معه حياة طويلة أو قصيرة ولذلك فقد قال صلى الله عليه وآلة وسلم (إياكم والشرك الأصغر قالوا يا رسول الله وما الشرك الأصغر ¿ قال: الرياء) (يوم يجازى العباد بأعمالهم أذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) فالذين يراءون رؤساءهم ويتملقون لهم ثم يغيرون هذا المسلك لمجرد أن يخرج هذا المسؤول أو ذاك من موقعه نقول هؤلاء مثلهم مثل الذين يعمل للرياء والسمعة فليس له من عمله سوى مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة..
وفي الأحاديث أن المرائي لرئيسه ينادي عليه يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء: يامرائي يا غادر يا فاجر يا خاسر ظل عملك وبطل أجرك فلا أجر لك عندنا اذهب وخذ أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع وسئل بعض الحكماء رحمهم الله من المخلص¿ فقال: المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته, وقيل لبعضهم: ماغاية الإخلاص¿ قال: أن لا تحبذ محúمدة للناس, وقال الفضيل بن عياض: ترك العمل لأجل لناس رياء العمل لأجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما.. اللهم عافنا منهما واعف عنا يا كريم..
الشعب مصدر السلطات¿
لماذا على مدى نصف قرن يردد الناس قول الشاعر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
فقد ردد عند قيام ثورة 26سبتمبر وردد عند قيام ثورة 14 أكتوبر وردد في مصر عام 1952م وردد في أكثر من بلد عربي تحرر من الاستعمار والحكم الديكتاتوري ولكنه في اليمن ردد أكثر ومن بعده البيت التالي:
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
وهو لا يردد عبثا ولكنه يردد عند اندلاع الثورات الحقيقية والتحرر من الاستعمار وكل نظام شمولي قمعي ولأن الشعب هو مصدر السلطات مهما تحكم المتحكمون وسيطر المسيطرون وأصحاب النفوذ فإن الشعب هو الذي سيناضل حتى يأخذ حقه من كل غاصب ومن كل مستبد, إذا فالشعر المذكور لا يردد إلا عند الثورة الحقيقية كثورة سبتمبر وأكتوبر..
شعر
لعمري ما أهويت كفي لريبة
ولا نقلتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة
من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي.

قد يعجبك ايضا