نحو وطن بلا أصنام !

خالد الرويشان


 - 
كانت عرب الجاهلية تأكل أصنامها إذا جاعت !.. وذاك أنها مصنوعة من التمر, حتى قال قائلها : أكلتú جهيúنة ربها / زمن التقحطö والمجاعهú !.. وجهينة قبيلة يمانية وإنú كنت لا أعرف الإقليم
خالد الرويشان –

كانت عرب الجاهلية تأكل أصنامها إذا جاعت !.. وذاك أنها مصنوعة من التمر, حتى قال قائلها : أكلتú جهيúنة ربها / زمن التقحطö والمجاعهú !.. وجهينة قبيلة يمانية وإنú كنت لا أعرف الإقليم الذي تنتمي إليه هذه القبيلة ! ياللأقاليم ! ياللأصنام الأقانيم !.. جهينة تأكل آلهتها إذا جاعت فما عساها أن تصنع بأقانيمها وزعمائها إذا غضöبتú ¿!
كان الجوع وما يزال المحرك الأول للتاريخ . وأظن أن اليمنيين كانوا هم الأكثر ثورة وتمردا على حكامهم عبر التاريخ العربي كله. والسبب ببساطة .. الجوع والظلم ! وبالطبع فإن الجوع هو الثمرة المرة النهائية لحكام الظلم والظلام, وأئمة التقتيل والتجهيل والتجويع !
لمú يحúظ اليمنيون يوما بحاكم يحبهم ويحبونه إلا فيما ندر ! وإذا ندر فسرعان ما يتم التخلص منه غöيúلة وغدرا ومöن أقرب المقربين ! ولعل الشواهد القديمة والحديثة ماثöلة للعيان. لكن الشاهد أيضا أن محبة اليمنيين للقلة القليلة من هؤلاء الحكام النادرين واضحة وجلية . إنها الدليل على عراقة شعب, والدöلالة على أصالة بلاد.
أغرب ما في أزماتنا التراجيدية الآن خلو المسرح من الأبطال .. لا يوجد حتى بطل واحد يستحق أن يحبه الجمهور !.. ولأن العرض طال أكثر من اللازم منذ سنوات بعيدة فقد اهúترأت الملابس وتمزقت الأقنعة !.. شاختö الوجوه وشاهتú وما زالت تصر على أن تلعب الدور الممل وبلا أقنعة هذه المرة !
اليمنيون عالقون بأبطال بلا بطولات, هائمون بقادة بلا قيادات. ثمة فراغ عظيم لم تعرفه اليمن في تاريخها. فقر في الرجال وافتقار للمعنى, وانتحار للأحلام .. والسبب: عدم الشعور بالمسؤولية وكأن البلاد ضيعة في ميراث يتم تقسيمه !

الوجوه نفسها : وحدة, حرب, انفصال, مؤتمر, اشتراكي, إصلاح, ثورة تغيير, انشقاق, نهب, ظلام, مؤتمر حوار, وثيقة, أقاليم .. تحديد الأقاليم ..
القطúرنة في أوúجöها .. أشكال وألوان مثل الهواتف الذكية !
يوشöك الجمهور أن يقذف المسرح بالبيض .. لكن الظلام حالك ! والبيض مفقود وثمين !
إذنú, ما الذي يجعل الصخب قوúتا, والصراخ حياة في هذه البلاد ¿ إنه الجوع ! الدولة مشغولة بكل شيء إلا بغذاء شعبها وكرامة إنسانها. مشغولة بما لا يخطر على بال إلا بعقاب قتلةö جنودها وضباطها, وضاربي أبراج الكهرباء وقاطعي الطريق.
يهجمون على السجن المركزي بالعاصمة باثنتي عشرة سيارة مدججة بالسلاح, وتغادر جميعها سليمة معافاة !.. ومحملة بالمساجين (!!).
دولة تخúلق مؤسسات كي ترضي فلانا, وتختلق هيئات كي ترضي علانا, وكأنها دولة عظúمى لا على العظúم ! تصطنع أصناما قميئة حتى أنها لا تؤكل ! وأبطالا بلا بطولة, تمتص الدماء كالبراغيث ! براغيث تقاتل عن مصالحها وقديما قيل : إن البغاث بأرضöنا يسúتنúسöرú !
لا بد أن يحطم اليمنيون أصنامهم إذا لم يأكلوها ! الوطن فوق الأصنام ! حكاما وزعامات, وأحزابا ومذاهب وكهنة عصور وأئمة ظلام. الوطن أهم, وحياة المواطن أمانة والوظيفة العامة مسؤولية وحساب وعقاب.
يجب أن يعرف اليمنيون أن المعرفة الإنسانية هي التي تحكم العالم, وأن العلم أساس التقدم, وكرامة الإنسان فوق كل اعتبار وأن قيمة الأوطان من قيمة الإنسان, وأن الصراعات الدينية والمذهبية هي جحيم الأوطان, ومحرقة الشعوب.
المعرفة والعلم ! الأرجح أن معظم اليمنيين لا يعرفون أن المعركة الأساسية في اليمن هي معركة الضوء والكهرباء !.. أي معركة المعرفة والعلم .. فلا معرفة ولا علم بلا ضوء .. ولا ضوء بلا كهرباء ! وهذه حقيقة يعرفها أعداء الشعب أعداء الحياة, أعداء العصر لأنهم لا يستطيعون أن يملأوا العيون بالغبار إلا إذا انعدمت الطريق, ولا يستطيعون أن يملأوا العقول بالجهل, والأرواح بالظلام إلا إذا انعدم الضوء.

بالغبار والظلام يزحفون. يعرفون ما يريدون. غبار وظلام, وفراغ .. وفقر ! لذلك, تمتلئ الملاعب بالآلاف ! لا ليشاهدوا كرة القدم مثل بقية الشعوب .. بل لöيمتلئوا بالكراهية !.. غابتö الكرة فحضرتö الكراهية, غابت الثقافة فح

قد يعجبك ايضا