2014م لا يكفي لنتفاءل!!

جميل مفرح


 -  مما قرأت وسمعت وشاهدت خلال الأيام القليلة الماضية وجدت أن هناك الكثير من المتفاءلين بدخول العام الجديد 2014م ومنهم من رأى أن الرقم 13 منحوس وأن العام 2014م سيكون

> مما قرأت وسمعت وشاهدت خلال الأيام القليلة الماضية وجدت أن هناك الكثير من المتفاءلين بدخول العام الجديد 2014م ومنهم من رأى أن الرقم 13 منحوس وأن العام 2014م سيكون ذا شأن أفضل مما مر على العام المنصرم.. دفقات من التفاؤل تواجهك في هذه الصحيفة هنا وعلى شاشة التلفاز هناك خصوصا في تجربة الصحافة والإعلام من مواد استطلاعية أو مقابلات أو غير ذلك في وسائلهما المتعددة!!
> الحقيقة لا يسؤوني ذلك التفاؤل ولست من المتشائمين على الدوام كما قد يعتقد البعض بل إنني أقف دائما أقرب إلى التفاؤل من التشاؤم ولكن ذلك يكون حين يخضع الأمر للجانب العاطفي البحت ويستسلم للمشاعر والخيال الخصب المورق بأمنيات وآمال عريضة والمزهر بتوقعات لا تبارحها النتائج المتفائلة وإن بنسبة 50%.. أما حين نعيد الواقع إلى شخصيته والحقائق إلى مراتبها فعلينا ألا نجعل من التفاؤل لافتة عريضة شاملة جامعة!
> فالحقائق لا تحتمل عاطفة التفاؤل من أجل التفاؤل إنها تشبه كثيرا قوانين ونظريات العلم في حالاتها ومراتبها ونسبة تحققها فلا يمكننا من ناحية عاطفية مثلا أن نؤكد على أن يوم غد سيكون يوم الاثنين مع علمنا أنه أربعاء لا جدل ولا نقاش حول ذلك.. وذلك بالضبط ما يجري مع حالنا ووضعنا العام في البلد فالذين يتفاءلون أكثر مما يجب في أن يكون عام 2014م عام نجاة وإصلاح لما أفسده العام 2013م كما يشير البعض أرى أنهم عاطفيون للغاية ومبعث تفاؤلهم لا يعدو كونه تفاؤلا عاطفيا بحتا وبعيدا عن ميدان الحقائق والواقع.
> فما الذي يجعلنا نطلق ساق التفاؤل للريح ونحن في هذا الوضع المزري والمزري للغاية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا شعبا وحكومة ودولة نخبا وسياسيين وعامة¿!
لا شيء يذكر يمكن أن نتكئ عليه لنبرر لتفاؤلنا أو للتفاؤل المفرط لدى البعض.. ولو دققنا بالمقارنة والتأمل في حال الواقع سنجد أن العام 2013م كان سيئا للغاية وفاشلا حتى النخاع ولم يرد فيه ما يبشر حتى بالفكاك والانعتاق مما تشهده البلاد من أزمة بل أزمات مترابطة ببعضها أحيانا حتى الاندماج ومتناثرة أحيانا أخرى حتى الشتات.
> لم يهيئ العام 2013م أو نهاياته لما يمكن اعتباره منجاة وختاما لمواجع وعثرات هذا الوطن ولم يبشرنا فيه أي حدث أو متغير بمختلف على كامل المستويات.. فمن أين لنا أن نجبره على أن يعترف باختلاف تاليه وتغير ما بعده من أحداث العام 2014م مجبر مثلنا على أن يكون امتدادا مماثلا لما سلف له بتأكيد جميع المؤشرات والمعطيات ولا فرصة نجاة أو كوة ضوء حقيقي يمكن الركون إليها لتكون منفذا من أسره المطرز بالحزن والأسف والخسارات.. بل إنه يكاد أن يكون كما يرى البعض جزءا ثانيا لما سبقه.. إنه 2013م الجزء الثاني!!

قد يعجبك ايضا