خلف الجدار

محمد المساح


 - 
لو كنت عاشقا مثلك.. لكنه دوران الزمن لا يعطي قطعا إعادة تدوير العجلة.
في الزمن الذي خلفناه وراءنا كان العشق والهوى يبدو على خجل وإن كانت المهاوزة تجرى ورا
محمد المساح –

لو كنت عاشقا مثلك.. لكنه دوران الزمن لا يعطي قطعا إعادة تدوير العجلة.
في الزمن الذي خلفناه وراءنا كان العشق والهوى يبدو على خجل وإن كانت المهاوزة تجرى وراء الستار ولا تظهر للعلن تلك بالطبع مسائل طبيعية جدا في تقاطع طرق البشر
ودروبهم المطروقة في الحياة ورغم ذلك لم نخض غمار الخفاء كنا نعشق الضوء والنهار ونرغب أن تكون الأمور كذلك لكن الجدار كان سميكا وعاليا وفي أعلاه تنتصب أسنان الحديد مدببة حادة ولامعة ومن حاول يرتد خائبا.
وحاول البعض أن يفتح ثغرة سرعان ما يسدها حراس الجدار ورغم المحاولات العديدة.. كان الجدار يتمدد افقيا ورأسيا وتتزايد عيون الحراس وكان الأمل زادا لا ينفد في النفوس.
وملامح الإصرار تبرز في الوجوه.. وأن يوما يأتي سيتلاشى الجدار على الأقل ستحفر لها الفئران بيوتا في أساساته وتبدأ بقضم الاحجار حتى يتهاوى ظل الأمر وجاء وأملا أن سيأتي ذلك اليوم ويصبح العشق في وضح النهار.
وظل الزمن يلف عجلته وذهبنا ندور في الدائرة وما زالت بقايا أمل لكن الدوران السريع أذاب تلك البقايا ظل الجدار كما هو ثابتا يتمدد ويطول ويعلو ويتسامك أكثر والأمور تظل هكذا.. العشق والمهاوزة خفية وراء ستار لا يبدو ولا يظهر الجمال في تجلياته المتعددة.. قطعا في الضوء.. وفي وضح النهار والاشياء تدور وتتبادل الأدوار في الخفاء وخلف الجدار.

قد يعجبك ايضا