الإسلام بري
محفوظ البعيثي
حب الوطن وإتباع سنة النبي المصطفى(صلى الله وعليه وآله وسلم) والدفاع عن الدين الإسلامي لا يمكن أن تكون مجرد كتابات عبر المنشورات والبروشورات الورقية وبإطلاق ورفع الشعاراتأو بترديد الأحاديث والخطب المثيرة والحماسية أو من خلال الكتابة والأحاديث عبر وسائل الإعلام المقرؤة والمرئية والمسموعة والإلكترونية والكتابة على أسوار الحدائق العامة وجدران المدارس والجوامع والمنازل وفي الشوارع والطرقاتوإنما يعبر عنها الفرد أو الجماعة أو أي شريحة من شرائح المجتمع أو المجتمع ككل ويجسدون معانيها وحقيقتها بالأفعال والأعمال والمواقف والممارسات والسلوكيات التي تصب في مصلحة الوطن ومصلحة أبنائهوبإتباع ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله(صلوات الله عليه وآله وسلم) وتجنب ما نهى عنه.
ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن أية منشورات أو شعارات تتضمن العداء أو عبارات الحقد والكراهية لأية إنسان على وجه الأرض سواء كان هذا الإنسان مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو غيرهم من أصحاب المعتقدات والديانات الأخرىتسيء لديننا الإسلامي الحنيفولرسول الهداية محمد( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بعثه الله ليتمم مكارم الإخلاق ورحمة للعالمينوالذي كان في حياته(ص)وصحابته رضوان الله عليهم يتجاورون ويتعاملون مع اليهود والنصارىبل أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان وصحابته وبعض المسلمين يقترضون من اليهودويبتاعون ويشترون منهم ويزورونهم اثناء مرضهمأضف إلى ذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقف ذات يوم من فترة خلافتهوأحد اليهود أمام أحد القضاة يتحاكمانوحين نادى القاضي علي بن أبي طالب بكنيته(يا أبا الحسن)وناد اليهودي باسمه انهمرت الدموع من عيني علي بن أبي طالبكون القاضي فرق بينه وبين خصمه حين دعاه بكنيته ودعا خصمه باسمه الحافوقال – بما معناه – بأن ذلك ليس من العدل في شيء..
كما أن استغلال الدين الإسلامي الحنيف في بث الشقاق والفرقة والحقد والكراهية والعنصرية بين أبناء الشعب اليمنييلحق ضررا بالغا بالروابط والعلاقات بين مكونات المجتمعويحدث شرخا في صفوف ابنائه ويعرض أمن واستقرار ووحدة الوطن للخطر…
ومع أن اليمنيين كافة لا يجهلون سيرة محمد بن عبدالله (صلى الله وعليه وآله وسلم ) الذي لم يرسله الله سبحانه وتعالى لعانا ولا فضا غليظا ولا متعاليا ولا مستكبرا ولا داعيا لموت أحد من البشر ولا الجانوإنما أرسله رحمة للعالمين(الأنس والجن)كافة ليقول لهم قولا ليناويدعوهم ويخاطبهم بتأدب جم وأخلاق عظيمة وبالحسنى…وتحمل في سبيل تبليغ رسالة ربه وتجسيد معاني وحقيقة الدين الإسلامي الحنيفالكثير من الآلام والمعاناة والمصاعبإلا أنه ومع هذا نجد البعض من اليمنيين يقدمون الإسلام بطريقة مغايرة لتلك الطريقة التي سلكها الرسول وآل بيته وصحابتهأي أنهم يقدمون الإسلام لغيرهم من المسلمين وللأقليات وللمجتمعات غير المسلمة بل ولبعضهم بعضا بطريقة توحي على أنه دين إرهاب وفجور ولعن وقتل وتمييز وعنصرية وسادية..¿!
ولهؤلاء أتباع الأهواءالذين يشقون عصا اليمنيين ويلوثون بيئتهم ويشوهون دين الوسطية والإعتدال والمحبة والسلام نقول:أذا أردتم أن ترهبوا أعداء اليمن والإسلام (الحقيقيين و الإفتراضيين) فأعدوا لهم ما استطعتم من طائرات وصواريخ عابرة للقارات..وما استطعتم من قوةوليس بإطلاق الصرخات والتكفير والتحريض واللعنالتي لا تتوافق بالمطلق مع معاني وتعاليم ومفهوم وجوهر الإسلاموالتي أيضا تسيء لأخلاق وسيرة من هو أسوتنا وقدوتنا الحسنة النبي محمد (صلى الله عاليه وآله وسلم) ولأخلاق آل بيته وصحابته وعامة المسلمين.