لا شيء أجمل من الشعر ولا أعذب من صراع مجازاته

• حوار / محمد محمد إبراهيم

mibrahim734777818@gmail.com

(اطلقيني يد المسافات إني / موجع ا لخطو يستشف القفار
لم يعد لي هواجس تعتريني / أصمت الجدب أيكتي والقمارى
المدى يشرب المسافات حولي / يزدريها فلا تعير اعتبار
راحل والخطى بقايا حروف / مسرجات تنوح أهلا ودار
بي من الحزن ما به الحزن مني/ من شجون وحرقة لا تبارى)
فرارا من الفقر لاذ شاعرنا بهذه القصيدة التي ذبحت روحه كتابة ولحظة في محضر من التفافات جبال “عسير” و”نجران” واتساعات وحشة خبوت التهائم المفتوحة على الموت جوعا.. عاش يتم الأب في الرابعة من عمره ليقضي سنين صباه إما غريبا مودعا للدراسة في محافظة “تعز” اليمنية.. أو ضاربا أكباد القفار بين السعودية واليمن للبحث عن فرصة عمل تعوله وأمه وإخوانه عاضا على نواجذ الطاعة سائرا على متن النص المحمدي (صلى الله عليه وسلم): “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول”.. فوق هذا كان يواصل التعليم.. لتنبت بين اليتم والفقر والعلم قصائدا برائحة الحزن والحب والتصوف فصدر له (احتضار الغروب – شهوة الكبريت -ديوان تراب الظل- عمل حاصل على جائزة الرئيس – نسمات من ريمة كتاب حول الأدب الشعبي فاز بجائزة رئيس الجمهورية(2006) لكن الأهم في تجربته هو التحول إلى الشعر الصوفي المحمدي ليصدر له دواوين اسمها (مقامات الروح في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلمú) التي تعتبر من أجمل التجارب الشبابية في شعر التصوف.. ولم يكتفي بهذا بل هام بحثا في بحار شعر المتصوفة فزاده ذلك نصاعة وحضورا في النص واللحظة… إنه الشاب المتصوف الشاعر أحمد علي المعرسي.. فإلى فضاء تجربته الفتية في الشعر الصوفي الموغل في حب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم..

• من (مقام المثول في مدح الرسول) قرأتك واحدا من أشهر الشعراء الشباب المتصوفة الذين سلبوا انتباه المعجبين بهذه المدرسة.. ماذا عن بداية تحولك إلى هذا النهج ¿
– التحول هو مقام التكوين القائم بين الجعل والصيرورة لهذا لم يكن التحول الذي تعنيه في سؤالك بداية الطريق فأنا وأنت وكل ما في الكون كلمة بيضاء نقشت على اللوح المحفوظ, وكما أن الله يختار أنبياءه فهو يختار شعراءه _أيضا_ فاللغة سر السماء في الأرض بها نصل إليها وفيها نبحث عنها فهي جزء الحقيقة المطلقة ونحن جسد العجز لهذا حين نحاول ترتيب أرواحنا على مخيلتها نخلق مقامات الدهشة لذا أستطيع القول: إن الشعر جمال هذا الكون وأسماؤه وصفاته الحسنى وإن التصوف غيب المعرفة من حضر فيه غاب عن نفسه ومن حضر في نفسه غاب عنه لهذا أجزم أنني ما زلت غائبا عنه وعني غير أني أرتب مخيلتي للقائه.
• وأنت ترتب لهذا اللقاء.. ماذا وجدت على جنبات طريق إلى شعر التصوف¿
– اعتقد أنه لا شيء أكبر من الروح ولا أضيق من اللغة, كما أنه لا شيء أجمل من الشعر ولا أعذب من صراع مجازاته والوقوع في شراكه إن الشعر في تقديري كلمة الغيب التي ألقاها الله في ماهية الحقيقة الإنسانية وسر النفخة التي جعلت لهذا الكائن البشري حقيقتين حقيقة في جانب الخلق وحقيقة في جانب الحق ولو لم يكن ذلك لما خلقنا الله من كلمة وجعل خلاصة التوحيد في رسمها كلمة ومثل لنا أسماءه وصفاته في كلمات ولا مبدل لكلماته.
مقامات الروح
• استوقفك في مقام من نهوى جميعا(الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم)..ماذا عن لحظة كتابة مقام الذهول في مدح الرسول صلوات ربي وسلامه عليه ¿
– لا أخفيك أن هذا النص كتب في الروضة الشريفة في المسجد النبوي وله قصة لطيفة سأوردها لا لشيء.. إلا ليؤمن القارئ: أن الحب أقرب طريق للوصول _كنت قد كتبت قصائد كثيرة في المديح النبوي منها مقام المثول والوصول والنزول والقبول والدخول وهي قصائد جمعتها في ديواني النبوي مقامات الروح_ وكان الشوق إلى زيارته صلوات ربي عليه وعلى آله قد بلغ مني مبلغا فصادف أن ذهب صديقي الشاعر /الحارث بن الفضل وهو صاحب ديوان الحبيب المصطفى إلى المدينة المنورة فطلبت منه أن يسلم على رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله ويقول أمام الشباك: “إن المعرسي يذوب شوقا لرؤيتك يا رسول الله ويريد بطاقة دعوة ليمثل بين يديك فصنع ذلك ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى أتصل بي من وزارة الثقافة وبلغت أن الوزارة رشحتني لتمثيل اليمن في الأسبوع الثقافي اليمني في المملكة وأن الفعالية التي سأقيمها ستكون في المدينة المنورة”.. وأثناء زيارتي للمدينة كتبت ذلك النص في الروضة الشريفة في لحظة غيبية غارقة في الذهول ولك أن تتخيل شاعرا يكتب قصيدته بين يدي الحبيب المصطفى.
• بمن تأثرت وجدانيا وشاعرية في نصوصك الصوفية ¿
– بفقيه القرية حين كان يستقبل الفجر بقصائد البرعي, بفأس أمي حين كانت تجمع الأحطاب وتردد: “يا صلوات الله ع ال

قد يعجبك ايضا