الجنون خبرة..

محمد المساح


 -  كثيرا ما تبرق الفكرة في ذهنه أن يتحول إلى مجنون حقيقي.. مجنونا بالفعل وليس «تايوان» وحين تطل الفكرة بالذهن يظل يقلبها في رأسه كيف يبدأ¿ ثم
كثيرا ما تبرق الفكرة في ذهنه أن يتحول إلى مجنون حقيقي.. مجنونا بالفعل وليس «تايوان» وحين تطل الفكرة بالذهن يظل يقلبها في رأسه كيف يبدأ¿ ثم يستعرض كل المشاهد والحالات التي يراها في الشارع.. هنا أو هناك والجنون أنواع متعدد الصور والأساليب والأشكال.. الأمر عادي جدا يقول لنفسه: لتكن مثل واحدة من تلك الحالات.. تعترضه دائما حين توسوس له النفس القلقة تلك التبريرات والمسوغات والتي تؤكد له أن المسألة ليست بالبساطة التي يتصورها.. فالجنون عالم واسع من الدراية والفهم والحكمة وليس واردا من أقنع نفسه أن يتحول إلى مجنون يصبح مجنونا في الساعة واللحظة الأمر يستدعي دراسة وبحث واستقصاء وطلب الاستشارة والمعونة من أهل الخبرة.. ويعترضه سؤال طيب وكيف هل يعني هذا الذهاب إلى أطرف مجنون ثم توضع المسألة برمتها ومن جميع الجوانب أمام هذا المجنون مسألة تستدعي المغامرة والمهم القرار ثم التصميم وتوفر الإرادة والمغامرة تستدعي في حال توافرت لها كل المعطيات القبول بما سيترتب عليها من ضرر.. تتقلب الفكرة في الرأس وتشغل الذهن. وتشغله وتصبح المسألة ملحة ليست مجرد أمنية ورغبة.. لكنها ضرورة بالنسبة إليه.. وككل مرة والفكرة تطرأ عليه ويظل يوازن.. ويرسم الخطط ويدرس بتمعن وتدقيق حتى يصل إلى الحدود القصوى من استكمال كل المعطيات ولا يبقى لديه غير الشروع بالتنفيذ.. ويقرر قرارا نهائيا ولا رجعة عنه.. يجول في الشوارع يحاول وبقدر الإمكان الحوار مع أطرف مجنون كل المجانين الذين حاول معهم رفضوا تقديم الخبرة بالصمت.

قد يعجبك ايضا