يطوي العام 2025 آخر أيامه، ويسدل الستار على كل الأحداث العاصفة التي شهدها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ويطل عام آخر جديد والوطن اليمني يعيش فصلاً مختلفاً من المأساة الحزينة وقد وصلت مستويات الشقاق والفرقة والتشظي إلى درجات متقدمة بدعم وتوجيه ورعاية مباشرة من الأشقاء الأعداء.
-منذ بدء العدوان على اليمن في العام 2015 من قِبل ما يسمى تحالف دعم الشرعية ولا شغل لهذا التحالف الا القضاء على وحدة البلاد وإذكاء نار الكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد فسارع إلى تأسيس المليشيات المسلحة متعددة الأغراض والولاءات والمرامي وبحيث تصب جميعها في بوتقة مصالحه ومنحها من الدعم والإسناد والصلاحيات ما جعلها تطغى بقوتها وإمكانياتها على كل القوى والمكونات السياسية في البلد بما فيها تلك التي اتخذ منها ذريعة لتدخلاته ليقتصر دورها فقط على شرعنة مشاريعه وخطواته وحبائله الشيطانية.
– كانت اليمن دولة موحدة على الدوام وشهدت في مراحل تاريخية معينة حالات تقسيم ولكن تلك الحالات كانت دائما مرتبطة بإرادات ورغبات لا صلة لها باليمن وشعبه وإنما وفق أهواء قوى خارجية كما حصل في آخر تقسيم في العام 1914حين اتفقت بريطانيا التي تحتل الجنوب مع الإمبراطورية التركية المسيطرة على الشمال على تقسيم اليمن ورسم حدود قطعت أوصال الوطن تحت شعارات وعناوين تشبه إلى حد كبير ما نسمعه حالياً من الأطراف المنضوية في منظومة «الشرعية» ولكل منها مشاريعه الخاصة وفق ما هو مرسوم له من قبل الرعاة.
-الأغرب مما تشهده الساحة الوطنية في المحافظات الجنوبية والشرقية حالياً من مشاريع هزلية وأحداث محزنة حد البكاء، أن الأطراف السياسية والإعلامية اليمنية هناك يتحدثون بحماس عن مصالح السعودية وكيف أنها لن تسمح بتجاوزها وانها ترى في وجود تشكيلات مسلحة عديدة بالقرب من حدودها خطراً استراتيجياً عليها وحتماً لن تتهاون في معالجته والقضاء عليه في المهد وآخرون يراهنون على الإمارات وحساباتها ومصالحها المتعلقة بالسيطرة على السواحل والموانئ والجزر الحيوية وما تسعى له من خدمة للكيان الصهيوني وأنها ستعمل عبر عملائها المخلصين على المضي قدماً في المشروع الانفصالي ومنهم من يخوض في مصالح سلطنة عمان وغير ذلك فيما يظل اليمن ومصالحه العليا ومكتسبات أبنائه الغائب الأكبر فيما يقال ويعتمل على الأرض اليمنية وينحصر الأمر على تطلع هذا الطرف أو ذاك على تحقيق بعض المكاسب الضيقة من انتصار الجناح السعودي أو ظفر الفريق الإماراتي.
– وعلى ما يبدو، فإن الحليفين ومن ورائهما واشنطن ولندن يتباينان ويختلفان في كل شيء ولا يجتمعان إلا فيما يتعلق بنسف الوحدة والقضاء عليها في النفوس قبل الميدان والإضرار بسلامة أراضي الجمهورية اليمنية ونشر بذور الفتنة والبغضاء وإحياء الثارات والصراعات في أوساط اليمنيين وهذا الهدف الجامع بينهما يمكن أن يؤدي إلى اتفاقات مرحلية مؤقتة تحقق مصالحهما وتقضي على ما تبقى من آمال وتطلعات لهذا الشعب المُبتلى ببعض أبنائه الأوباش.
