تشييع جثمان الشاعر الكبير محمد الشرفي إلى مثواه الأخير

في موكب حزين تم يوم أمس بالعاصمة صنعاء تشييع جثمان الشاعر الكبير والأديب محمد حسين عبدالله الشرفي إلى مثواه الأخير بمقبرة المطاع بالعاصمة بعد الصلاة عليه في جامع الرحمن بحدة .
وكان الشاعر الكبير قد توفي فجر يوم أمس الأول في العاصمة الأردنية عمان بعد صراع مرير مع المرض الذي ألم به منذ عدة شهور وأدى إلى وفاته عن 73 عاما بعد حياة حافلة بالعطاء الإبداعي والثقافي والنضال والعمل في المجال الدبلوماسي وقد تم التشييع بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلامي ومسئولي المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية ومحبي واقرباء الشاعر الراحل الكبير.
وكان في مقدمة المشيعين الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني .
هذا وقد عبر المشيعون عن حزنهم البالغ عن المصاب الجلل الذي حل بالساحة الثقافية اليمنية والمتمثل برحيل هامة أدبية سامقة بحجم الشاعر الكبير محمد الشرفي الذي أثرى المكتبة اليمنية والعربية بعدد كبير من الدواوين الشعرية والكتابات المسرحية النثرية والشعرية وكان من أوائل من كتبوا في المسرح اليمني.
وفي تصريحات للعديد من الأدباء والمشيعين أكدو فيها مدى الخسارة التي يمثلها رحيل الشاعر الكبير وأن اليمن والوطن العربي والإبداع الإنساني قد خسر أحد الرموز الكبيرة التي أثرت الساحة الثقافية والإبداعية بالكثير من الأعمال الإبداعية والثقافية والفكرية المتميزة التي قدم من خلالها الشاعر الراحل إسهامات كبيرة وعميقة ومؤثرة ولها حضورها في الذاكرة الإبداعية الإنسانية.
وفي بيان صادر عنها نعت وزارة الثقافة وكافة منتسبيها من فنانين وأدباء ومثقفين.
وقد أكد البيان على فداحة الخسارة التي منيت بها اليمن برحيل الشاعر والكاتب الكبير محمد الشرفي .
كما أشاد البيان بعبقرية التجربة الإبداعية للراحل الذي تخسر اليمن برحيله واحدا من أهم نجومها الساطعة في سماء القصيدة العربية و أحد كواكبها المضيئة في فضاء الكتابة المسرحية .
وأشار بيان وزارة الثقافة إلى إسهامات الشاعر والكاتب الراحل في الكتابة الشعرية والمسرحية فكان اسما كبيرا تصدر قائمة الضالعين والمؤسسين في مسار تطور المسرح في اليمن علاوة على دوره الكبير والبارز والرائد في تطوير القصيدة اليمنية وتعزيز حضورها وتأثيرها في الحراك والوعي المجتمعي.
كما أكد البيان على أن اليمن تخسر برحيل الشاعر محمد الشرفي واحدا من أهم من كرسوا حياتهم لخدمة وطنهم في ميادين الإبداع المختلفة فكان الشاعر الفارس والكاتب المسرحي المؤسس والإذاعي الثوري النبيل والدبلوماسي المناضل .
وعدد البيان ما صدر للشاعر من دواوين محملة بهموم اليمن وأحلام أبنائه وتطلعاتهم كما نوه البيان بالعدد الكبير لمسرحياته التي كان لها دور بارز في بلورة التجربة المسرحية اليمنية والتعبير من خلالها عن آمال المجتمع في حياة حرة وكريمة .
من جانبه نعى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في بيان صادر عنه إلى جميع كتاب وأدباء ومثقفي الأمة العربية الشاعر والمسرحي و الدبلوماسي و رجل التنوير الكبير محمد حسين الشرفي الذي فجعت الساحة الأدبية في اليمن والبلاد العربية برحيله.
وجاء في البيان أن ” اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ليشعر بفداحة الخسران جراء رحيل الشرفي بوصفه أحد مؤسسيه الكبار وبوصفه أيضا إحدى قامات الأدب العربي المعاصر التي حملت رسالة التجديد والتطوير في أشكال ومضامين الكتابة ..وناضلت من أجل قضايا المجتمع والإنسان ..واهتمت على وجه الخصوص بقضايا المرأة وحرية الفكر وخاضت صراعات مريرة ضد التخلف والجهل ..ودفعت ثمن ذلك ضروبا من الاضطهاد والاستهدافات على رأسها التكفير والفصل الوظيفي”.
وأشار بيان الاتحاد إلى أن الشاعر الراحل ظل على مدار أكثر من خمسين عاما نموذجا للمبدع الكبير والمثقف الملتزم تجاه القضايا التي آمن بها ولم يتوقف قلمه لحظة عن الاشتغال عليها .
ونوه البيان بالمنجز الإبداعي للراحل حيث توزع على ما يقارب الخمسين كتابا تنوعت بين دواوين شعرية ومسرحيات شعرية ونثرية وأعمال نقدية ومقالات وشهادات على تجاربه وسرديات تتعلق بسيرته واعترافاته ..
وأكد الاتحاد على أن الشرفي في كل ما كتبه “كان مثالا للمبدع والكاتب الكبير جادا دؤوبا صاحب مشروع وصاحب أسلوب وذلك ما ميزه عن سائر مجايليه ..وجعل من تراثه الابداعي ذخيرة لأجيال وأجيال قادمة بمقدار ما جعل رحيله قاسمة ظهر للمشهد الثقافي العربي كله”.
وأشار البيان إلى ” إن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يفتقد برحيل الشرفي الإنسان المتحضر في سلوكياته و تعامله الراقي الذي يشهد به كل من عرفوه أو صحبوه أو جمعت بينهم وبينه المناسبات والمهام “.
رحم الله الفقيد الراحل وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا