الحوار جوهر الحكمة اليمانية

أحمد الكاف

 -  يمثل الحوار حجر الزاوية في حل المشاكل وتذليل الصعاب التي تواجه الفرقاء بل أن الحوار فريضة دينية انتهجها رب العزة مع ملائكته وأنبيائه ورسله «وإذ قال رب

يمثل الحوار حجر الزاوية في حل المشاكل وتذليل الصعاب التي تواجه الفرقاء بل أن الحوار فريضة دينية انتهجها رب العزة مع ملائكته وأنبيائه ورسله «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال إني أعلم ما لا تعلمون» صدق الله العظيم.. وهناك قصص حوارية بين المولى جل شأنه ورسله وأنبيائه يهدف حل مشاكل الأمم والشعوب وفرض الحوار بينهم لتنظيم شؤون حياتهم الدنيوية وعلى هذا الأساس أصبح الحوار فريضة دينية وضرورة إنسانية.
وعلى مر العصور مثل الحوار نقطة اكتفاء الفرقاء وتقريب وجهات النظر فيما بينهم كل مشاكلهم وتنظيم شؤون حياتهم.
كما أن مشاكل العالم سواء في العصر القديم أو الحديث لم تحل إلا بالحوار لغة التفاهم والتخاطب كون الحروب أيضا لا تنتهي إلا بالحوار والسلم الاجتماعي لا يتحقق إلا بالحوار حوار العقول والأفكار لا حوار الرصاصة والمدفع.
وفي حياتنا نحن اليمانين مثلت الحكمة اليمانية المعهودة والتي اشتهر بها شعبنا اليمني في الحوار عند كل اختلاف وتباين ولعل قصة الملكة بلقيس مع نبي الله داوود مثل على ذلك كما أن الحواريين اليمنيين خلال العصر الحديث مثل نقطة مضيئة ومشرقة في حياة اليمنيين فإن الأحداث التي شهدها الوطن عقب سقوط الإمامة ورحيل الاستعمار كان الحوار هو الملاذ الآمن لليمنيين للخروج بالوطن من أزماته ولم يتحقق الأمن والاستقرار إلا بالحوار الأخوي وفي ظل الأزمة السياسية الطاحنة التي شهدها الوطن عقب ثورة الربيع اليمني تجلت الحكمة اليمانية في الحوار الوطني الشامل وعلى طاولته التقى الجميع بدون استثناء مدركين أن الحوار هو الملاذ الأمن لحل المشاكل والقضايا المطروحة على الساحة السياسية كما تجلت الحكمة اليمانية في حرص الجميع على إخراج الوطن من أزماته والرسو بسفينته نحو بر الأمان وتواصل الحوار الوطني بخطى ثابت نحو تحقيق الطموحات والآمال في بناء يمن جديد تسوده المحبة والوئام وترفرف في سمائه راية الأمن والسلام لنثبت للعالم أجمع أن الربيع اليمني غير وأن الحوار الوطني الشامل جوهر الحكمة اليمانية المعهودة والتي انتهجها اليمنيون جيلا بعد جيل وستظل نبراسا تضيء لنا المستقبل المنشود لبناء اليمن الجديد يمن المحبة والسلام.

قد يعجبك ايضا