اليمن الجديد الذي نريده
ناجي عبدالله الحرازي
لست مع من يطرح أن إخواننا وأخواتنا من أبناء المحافظات الجنوبية المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني مع تقديرنا واحترامنا لمكانة كل منهم الاجتماعية أو السياسية أو الإعلامية – هم فقط ممثلو هذه المحافظات أو ممثلو الجنوب أو بعض محافظات الجنوب الشرقية – كما يدعي بعضهم ويروق للبعض وصفهم..
كما لا أعتقد أن من حق أعضاء المؤتمر الذين أطلق عليهم مجموعة الواحد وخمسين الإعلان بشكل مفاجئ عن تطلعهم لما يسمى بالإقليم الشرقي الذي يضم محافظات المهرة وحضرموت وشبوة..
فالجميع يدرك أن المشاركين في المؤتمر سواء أكانوا من أبناء المحافظات الشمالية أو الجنوبية أو الشرقية أو الغربية لايمثلون سوى أنفسهم.
فهذا التمثيل بطبيعة الحال لايستند على تفويض جماهيري أو انتخابات أو حتى قواعد شعبية مؤكدة تمنحهم حق الحديث أو اتخاذ القرار نيابة عن أبناء الشعب اليمني في كل مكان أو في بعض محافظاته الشمالية أو الجنوبية أو الشرقية..
ومن هذا المنطلق لا أعتقد أن من حق أي طرف وخاصة إخواننا الذين يدعون تمثيل الجنوب تعطيل أعمال مؤتمر الحوار الوطني اليمني أو مقاطعة جلساته أو الإصرار على المطالب التي تقدموا بها إلى رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار والتي أردوا من خلالها تحويل جلسات مؤتمر الحوار الى مباحثات أو مفاوضات بين الشمال والجنوب والإقرار بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة وتقرير مصيرهم وغيرها من المطالب التي احتوتها مذكرة رئيس فريق القضية الجنوبية.
وإذا افترضنا أن من حق المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بل ومن واجبهم كما هو محدد في قرار تكليفهم أو تعيينهم أو في نظامه الداخلي الحديث عن مستقبل اليمن ووضع أسس الدولة التي يتطلع اليها كل أبناء اليمن فمن المؤكد أن أية قرارات أو توصيات ستنتج عن المؤتمر ستكون خاضعة للتصويت داخل المؤتمر ولن يتمكن أي طرف من فرض رأيه.
مثل هذه المطالب أو المماحكات –إذا صح التعبير– لن تؤدي سوى إلى تعطيل مسيرة المؤتمر وبالتالي تعطيل ما تبقى من المبادرة الخليجية ودفع البلاد والعباد نحو أزمة جديدة الجميع في غنى عنها.
وحتى لو قررت رئاسة المؤتمر تمديد فترة انعقاده لأسابيع أو أشهر إضافية بكل ما يحمله هذا التمديد من أعباء مالية وما قد يؤدي إليه من تعطيل لمسيرة الحياة الطبيعية في اليمن فإن هذا القرار يجب أن يكون مشروطا بإتفاق لايقبل التراجع حول أهمية استكمال النقاشات المتعثرة حول الحلول والمعالجات المطلوبة للقضية الجنوبية أو لغيرها من القضايا المطروحة أمام المؤتمر.
أما أن يحدث التمديد دون وضوح الرؤيا ودون تحديد نهاية النفق الذي مازلنا نعيش بداخله منذ أكثر من ثلاثة أعوام فذلك يعني أن أزماتنا ستستمر ومعها ستستمر معاناتنا وستتعطل مسيرة اليمن الجديد الذي نتطلع إليه.