الحديدة تستنجد برئيس الجمهورية وسط كارثة تهدد الإنسان والمكان( الحلقةالثانية)
تحقيق/يحيى كرد- محمد إبراهيم

> مواطنون: صرنا بلا مأوى وأطفالنا مهددون بالموت وبيوتنا تهالكت في طفح المجاري وبعض الأسر تركت المنازل في حي غليل
> مواطنون: دخلنا مرحلة اليأس ولا أمل لنا إلا الله والقيادة السياسية
> الوضع الصحي في المحافظة ينبئ بموجة خطيرة من الأمراض الفتاكة
تعالت صرخات واستغاثات واستنجادات مواطني محافظة الحديدة لرئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من طفح المجاري الذي حول حياتهم إلى جحيم وخاصة بعد أن اجتاحت المجاري منازل بعض هؤلاء الناس في عدة حارات وخاصة في “غليل” و”الحوك السفلى والعليا” وشارع “النخيل” وغيرها ملúحقة بالمواطنين خسائر مادية كبيرة إذ سقطت أجزاء من منازل البعض وتصدعت أساسات مئات المنازل الأخرى إلى جانب الأمراض الفتاكة والخطيرة التي أصابتهم وأصابت أطفالهم بعد أن أصبحت مأوى للبعوض الناقل لهذه الأمراض ومنها حمى الضنك والملاريا والإسهالات وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها وحولت معظم شوارع وحارات وأحياء المحافظة إلى مستنقعات من المياه العادمة الراكدة وسط فشل ذريع للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في القيام بدورها التنفيذي ومعالجة هذا الوضع وصمت مطبق لقيادة المحافظة والمجلس المحلي تجاه ما يجري من طفح المجاري. وعلى مسمع ومرأى من حكومة الوفاق الوطني..
صحيفة “الثورة” في مهمتها الوطنية والإنسانية لامست من خلال هذا التحقيق الميداني المعاناة الحقيقية للناس في المحافظة من طفح المجاري وحرصت على نقلها على ألسنتهم وطرحها أمام الجميع وأخذ ردود المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والمجلس المحلي والقطاع الخاص في المحافظة عن أسباب طفح المجاري وكيفية معالجتها.
> واجب الخوض في تفاصيل كارثة المجاري حتم علينا الصبر والتحمل والاستماع بإنسانية إلى أنين المواطنين الذين وجدوا أنفسهم بين فكي النزوح القسري أو التحول إلى كائنات تتعايش – شاءت أم أبت- مع طفح شبكة الصرف الصحي النتن حد الموت غرقا في أسن المجاري فالحاجة جميلة عبدالواسع 45 سنة من حارة الحوك السفلى وجدت نفسها وأولادها الستة في مواجهة خطر الموت إما غرقا أو مرضا تحت طنين البعوض وفيروساته الفتاكة.. وبأسى بليغ باحت لنا عن حالها قائلة: بدأت معاناتي من المجاري منذ عام تقريبا حينما كانت تطفح من غرفة التفتيش المجاورة لمنزلي بشكل خفيف ثم بدأ يزداد شيئا فشيئا إلى أن حاصرت المجاري منزلي من اتجاهين وكنت أذهب إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي للمطالبة بشفط المجاري من أمام منزلي وإزالة الانسداد من غرفة التفتيش أو المنهل المجاور لمنزلي وكانوا في بعض الأحيان يتجاوبون ويأتون معي لشفط المجاري ويزيلون شيئا يسيرا من انسداد المنهل وبعد عدة ساعات يعود الطفح من جديد أمام منزلي ومنازل جيراني وبدأت أساسات منزلي بالتشقق نتيجة المجاري وهكذا ظلت معاناتي مع المجاري إلى منتصف رمضان الماضي دخلت مياه المجاري العادمة إلى داخل الدور الأرضي من منزلي