على مشارف اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل

حسن أحمد اللوزي

 - كل الأحضان تحن لعناق نصر وطني كبير يتشكل في الأرض العربية المهد ..... أحضان لا تهدأ من الخفقان بنبض صادق .. ومشاعر مشرعة بسعة هذا  الزمن المخضر بثمار الحوار الوطني .. وكأن

كل الأحضان تحن لعناق نصر وطني كبير يتشكل في الأرض العربية المهد ….. أحضان لا تهدأ من الخفقان بنبض صادق .. ومشاعر مشرعة بسعة هذا الزمن المخضر بثمار الحوار الوطني .. وكأن الجميع ولا يجوز أن نستثني أحدا يتهيأ استعدادا لفرح يمسح الآلام والأحزان ويتوج النجاح الكبير الذي بشرت به .. وقادت إليه التسوية السياسية في الجمهورية اليمنية بفضل حنكة واقتدار أهل الإيمان والحكمة.
و ثقة بإمكانية الوصول إلى ذلك برغم كل الظواهر المحبطة والشواهد السلبية المرعبة فإن العقلاء جميعا يراهنون على تحقيق النجاح الكامل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.. لأنه لا مجال مطلقا للفشل.. لا يوجد حوار فاشل بين أبناء وطن واحد ولا فرصة للعودة بخفي حنين .. سيتم استهلاك الوقت بكامله في تبادل الآراء والأفكار والمقترحات وسوف يحتدم النقاش.. ويعلو ويخفت حتى يلقى مساره الصحيح وسوف تتعدد الصياغات.. صياغة بعد أخرى حتى تتجمل القلادة الفكرية الوطنية المنشودة من قبل الجميع.. كما سيتم عبور كل المسافات الوعرة والممهدة للإحاطة بالصيد الثمين “الكلمة السواء” في الجلسات العامة الختامية بإذن الله.
لن تكون هناك صافرة للنهاية لأنها ليست لعبة .. ستكون استراحة قصيرة حول مائدة الفرح الكبير عند إعلان النتيجة .. ويبدأ العمل في اللجنة الخاصة التي سوف يتم تشكيلها لصياغة الدستور الجديد كما تمليه قرارات وتوصيات المؤتمر والتي أتت على كل ما هو مطلوب.. كما سوف تتحرك الخطوات الإجرائية في العمل الذي ظل متواصلا في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء لخوض رهان جديد أمام صناديق الاقتراع للاستفتاء على الدستور الجديد ومن ثم الدخول في الرهان الأكبر لإنجاز الاستحقاقات القانونية والدستورية بداية من إعادة النظر في قانون الانتخابات العامة والاستفتاء في ضوء النصوص الدستورية الجديدة استعدادا وتمهيدا لإنجاز الانتخابات البرلمانية والشوروية والرئاسية كما يفصلها الدستور الجديد..(دستور القرن الأول من الألفية الثانية!!).
إن هذه الكتابة المتفائلة لا يمكن أبدا أن تغفل أو تتجاهل الحالة العصيبة التي تمر بها البلاد والتي يشتد فيها الامتحان لحقيقة الإيمان والحكمة… وواقعية وجدية وجدارة الفهم والفقه لتحديات الحياة التي تقف أمامها بكل ما تمثله من مخاطر أمنية واقتصادية واجتماعية بل ومعيشية تكاد تمس كل بيت وكوخ بل وتستهدف الشعب في حريته وحقوقه ووحدته الوطنية وكرامته وديمقراطيته كما تستهدف الوطن في وحدته وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية!!
فماذا نحن فاعلون في هذه المواجهة القدرية العصيبة¿ الجواب واضح ودقيق وحاسم.. هو الانتصار للوسيلة الحضارية التي تم الاحتكام إليها.. بل وحرص واستماتة الجميع من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولا شك أن هذا الأمر مرهون بجوهره وكرائمه بأنفسنا.. بعقولنا.. ونجاعة التفكير الجماعي المسؤول والحريص على بلوغ الغاية المشتركة في الختام المبارك من كل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وهيئة رئاسته المتوافقة والمتجانسة بإذن الله والرعاية القيادية الحكيمة للأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار وتعاون الجميع معه قلبا وقالبا وفكرا وعملا.
و ليس هناك داع للحديث عن سيناريوهات ومغبات النتيجة المغايرة لا قدر الله لأنه يصعب على الإنسان العاقل والمتفائل أن يتخيل بأن أولئك الرجال والنساء والفتية والفتيات”الشباب” الذين قيضتهم المرحلة لإنجاز أعظم المهام الوطنية العاجلة أن ينفضوا عن مؤتمرهم (مؤتمر كل الوطن) وهم يتحملون على كواهلهم أثقال الخيبة والفشل لا قدر الله.
أنهم لا يمكن أن يتقبلوا صورتهم أمام المواطنين الذين علقوا عليهم كل الآمال وأعظم الرجاء بعد الله سبحانه وتعالى بل وأمام أنفسهم أولا.. وأين سيذهبون بشرف الاختيار! وجسامة التكليف لهم بتحمل المسؤولية الوطنية الغالية ¿ من أجل إنجاح الحوار والبلوغ به لأعظم غايات الشعب والوطن! لا نملك إلا أن نتفاءل لكل الخطوات والنتائج المنجزة والأسباب الإيجابية الكامنة في ضمير كل واحد منهم والدوافع الوطنية العميقة الصانعة لأعظم التحولات في حياة كل شعب وكل وطن وبقوة الإيمان والحكمة والتمسك بالأمل.

وإثباتا.

قد يعجبك ايضا