قرارات الرئيس ملزöمة

جمال عبدالحميد عبدالمغني

جمال عبدالحميد عبدالمغني –
‮{ ‬اتخاذ القرارات وإصدارها حق قانوني‮ ‬لكل وزير أو رئيس هيئة أو مؤسسة أو حتى مدير عام‮ ‬وفي‮ ‬الجانب العسكري‮ ‬يتمتع قادة الوحدات بسلطة إصدار القرارات‮ ‬وهذا الحق مكفول لقادة الألوية‮ – ‬أيضا‮ – ‬وقد نظمت القوانين والتشريعات حدود وسلطة اتخاذ القرار وإصداره لكل مستوى من المستويات المدنية والعسكرية‮ ‬بدءا‮ ‬من تحديد الحاجة للتعيين‮ ‬مرورا‮ ‬بالترشيح ومن ثم الاختيار‮ ‬وصولا‮ ‬إلى إصدار القرار‮.‬
وهناك معايير وشروط‮ ‬يجب أن تتوفر في‮ ‬الشخص المرشح لشغل الوظيفة العامة‮ ‬منها‮ : ‬النزاهة‮ ‬والكفاءة‮ ‬والخبرة‮ ‬والمؤهل العلمي‮ ‬وغيرها طبعا‮ ‬هذه المعايير تطبق بحذافيرها في‮ ‬الدول المتقدمة وفي‮ ‬كل الدول الباحثة عن النهضة والتقدم‮ ‬ونتمنى أن تكون بلادنا في‮ ‬العهد الجديد ضمن هذه الدول الباحثة عن التقدم والنابذة للفساد والمحسوبية والمناطقية والمحاصصة الحزبية‮.‬
ورئيس الوزراء‮ ‬يتمتع بنفس الحق القانوني‮ ‬لإصدار قرارات التعيين‮ ‬وإن بصلاحيات أوسع من المستويات المذكورة أعلاه‮ ‬ووفقا‮ ‬لإجراءات حددتها القوانين واللوائح‮ ‬أيضا‮.‬
أما رئيس الجمهورية فيتمتع بكامل صلاحيات إصدار القرارات وإصدار القوانين المرفوعة إليه من السلطة التشريعية‮ ‬بل وإصدار قوانين بقرارات جمهورية في‮ ‬حالات معينة‮ ‬هذه السلطات والصلاحيات الواسعة منحت لرئيس الجمهورية طبقا‮ ‬للنصوص الدستورية وللتفويض المباشر من الناخبين‮ ‬وتزيد صلاحيات وسلطات رئيس الجمهورية في‮ ‬الأنظمة الرئاسية‮ ‬وتتقلص نوعا‮ ‬ما صلاحيات رئيس الجمهورية في‮ ‬الأنظمة التي‮ ‬تجمع بين النظامين الرئاسي‮ ‬والبرلماني‮ ‬وتقترب من التلاشي‮ ‬في‮ ‬البلدان التي‮ ‬تطبق النظام البرلماني‮ ‬الصرف‮ ‬وعلى سبيل المثال تطبق أمريكا وكثير من الدول‮ – ‬منها بلادنا‮ – ‬النموذج الأول‮ ‬وتطبق فرنسا النموذج الثاني‮ ‬وتطبق ألمانيا وإنجلترا وإسرائيل النموذج الثالث‮.‬
من ضمن الصلاحيات الواسعة لرئيس الجمهورية اليمنية بموجب الدستور اليمني‮ ‬صلاحيات تعيين شاغلي‮ ‬الوظائف العليا في‮ ‬الدولة‮ ‬من وكيل مساعد حتى نائب رئيس جمهورية‮ ‬وكونه طبقا‮ ‬للدستور هو القائد الأعلى للقوات المسلحة‮ ‬من حقه إصدار وإعلان كافة القرارات الجمهورية الخاصة بتعيين جميع شاغلي‮ ‬الوظائف العسكرية القيادية العليا‮ ‬من قائد لواء ومساعديه وحتى أكبر منصب قيادي‮ ‬في‮ ‬الجيش‮ ‬والرئيس عبدربه منصور هادي‮ ‬يتخذ قراراته الملزöمة وفقا‮ ‬للدستور والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم‮ (‬2014‮)‬‮ ‬بالإضافة إلى التفويض الشعبي‮ ‬بعد الانتخابات والتوافق الوطني‮ ‬قبل الانتخابات وبعدها أيضا‮.‬
‮} ‬رسالة‮ : ‬إلى القادة العسكريين العقلاء‮ ‬وبالذات أصحاب الرتب الكبيرة‮ ‬أنتم تعلمون أن قرارات الرئيس ملزöمة دستورا‮ ‬وقانونا‮ ‬وقبولها واجب وطني‮ ‬والتلكؤ في‮ ‬تنفيذها خطأ كبير‮ ‬خصوصا‮ ‬في‮ ‬السلك العسكري‮ ‬أما رفضها فيعتبر تمردا‮ ‬يعاقب عليه القانون‮ ‬نأمل أن لا نصل إلى ذلك‮ ‬وعليكم أن تسألوا الرئيس السابق علي‮ ‬عبدالله صالح‮ ‬هل أصدر قرارا‮ ‬جمهوريا‮ ‬ورفض¿ وإذا كان من حق الشخص أن‮ ‬يعتذر عن قبول منصب معين لأسباب مرضية أو شخصية‮ ‬فليس من حقه أن‮ ‬يرفض قرار إقالته أو نقله‮.‬

قد يعجبك ايضا