نحو حياة آمنة وكريمة

صولان صالح الصولاني

صولان صالح الصولاني –
لقد تجرع شعبنا اليمني خلال السنة الماضية مرارة الأزمة الطاحنة التي دخلت إلى كل بيت وأثرت في معيشة الناس ونفسياتهم ووصلت المماحكات الحزبية والاختلافات في وجهات النظر أوجها ما بين شرعي متمسك بالشرعية الدستورية وثوري يتطلع إلى التغيير والحرية وحصل هذا الانقسام على أعلى نسبة مشاركة في أوساط المجتمع اليمني لدرجة أنك لم تستطع التمييز ما بين التاجر والمزارع والتربوي ورجل الدين ورجل الاقتصاد ولا أبالغ إن قلت ما بين الأم المربية والأب المسؤول والطفل الوديع فقد تداخلت الاختصاصات والمسؤوليات ودخل الناس جميعهم في عالم السياسة أفواجا ومن أوسع أبوابها تصوروا يا جماعة حتى جدتي الريفية والأمية -في آن- التي لطالما أمتعتنا ونحن في سن الطفولة بالقصص والحكايات التي كانت ترويها لنا تناست مسؤولياتها وأدوارها الرائعة التي كانت تتسنمها وأصبحت الآن محللة سياسية بدرجة امتياز.
على العموم أنا لا أريد أن انبش الماضي وأقلöب المواجع فذلك اعتبره من مخلفات الماضي خاصة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإجراء الانتخابات الرئاسية في 21 يناير واختيار الأخ عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا وشرعيا للجمهورية اليمنية كما لا اعتبر ذلك بالأمر الهين فما يندى له الجبين ويهتز له الضمير الديني والاخلاقي هو وصول عدوى السياسة إلى بيوت الله حيث أصبح الخطاب الديني خطابا سياسيا وخطبة الجمعة صارت لها مسميات مختلفة على غير العادة والدعاء كل طرف يدعو الله ويتضرع إليه بأن ينتقم له من الطرف الآخر.. وهكذا.
لكن ذلك حدث في ظل انقسام وعدم اتفاق وحكومة مكونة من أحد أطراف الصراع السياسي أما بعد أن تم التوافق والاتفاق بتوقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل حكومة التوافق وانتخاب رئيس الجمهورية فلن يعفي الشعب أحدا من الوزراء والمسؤولين إزاء أي تهاون أو تقصير في المهام والمسؤوليات المناطة بهم بدءا بتجاوز الخلافات واستئصالها من أوساط الشعب مرورا بإعادة هيبة الدولة وتطبيق القانون ووصولا إلى تحقيق غايات المواطنين في حياة آمنة وكريمة لأنهم لا يمثلون حزبا أو فئة بعينها فهم يمثلون الشعب اليمني.
ولا يريد الشعب منهم الانتقام من «علان أو فلتان» فليس له عداء سوى مع الفقر وتردي الحالة المعيشية وانعدام الأمن والاستقرار وغياب القانون والرقابة وأي مهاترات سياسية أو خلافات حزبية في ما بينهم لا تعنيه أو تهمه في شيء فجميع الوزراء في نظر الشعب مسؤولون عن توفير متطلباته الأساسية واحتياجاته الضرورية وضمان العيش الكريم والمستقبل المزدهر.
إنه برغم الاختلاف في الرؤى والمواقف إلا أن شعبنا الصامد الأبي تجاوز ذلك الاختلاف ووصل إلى نقطة الارتكاز والتقى عند الهدف الذي رسمه ويوم الـ21 فبراير الماضي خير شاهد ودليل على تجسيد المواطنين للديمقراطية والوحدة الوطنية وانتخاب الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وبذلك الحدث الوطني الهام في تاريخ وطننا أعلن شعبنا العظيم ترفعه عن الصغائر واتجه نحو لملمة الصفوف ومداواة الجراح التي خلفتها الأزمة وأعلن عن فتح صفحة جديدة وبداية عهد جديد تسوده المحبة والاخاء وأي تأجيج للوضع من قبل هذا الطرف أو ذاك يرفضه الشعب جملة وتفصيلا.

قد يعجبك ايضا