يسافر.. ويعود
محمد المساح
محمد المساح –
على عجل يسافر صاحبي إلى لامكان ويعود على عجل.. إلى المكان نفسه.. وبعدها يتساءل.. أذهب أم عاد¿ يظل يقلب السؤال على جميع الأوجه ولا يظفر بجواب.. لا يتوقف السؤال في الذهن.. كلما حاول طيه.. خارج البال يعود أكثر إلحاحا.. ويحاول أن ينساه.. يتناساه لكن السؤال يظل هناك يملأ فضاء الذهن.. يحاول أن يلتفت حوله.. أن يبتعد عنه ولو قليلا لكنه السؤال يتشبث ملتصقا بجدار الذهن لا يميل ولا يحول ويعود صاحبي مستنكفا.. كل الخيل الذهنية من التشتيت.. إلى الإمحاء إلى الإزالة إلى كثافة التركيز على نقطة في الجدار حتى يهب الذهن السفر في الخيال لكنه السؤال العصي على الجواب يظل لابدا في جدار الذهن يطغى بحضوره على كل الحيل.. التي يحاولها صاحبنا ويعود منشغلا لا يأخذه استغراق في البعيد ولا في القريب من الأشياء الجامدة أو المتحركة حوله.. يحاول غفوة يحاول الشرود هناك السؤال.. صامت لاصق في الذهن لا يروم حركة ولا زحرجة ويعود يقلب المسألة من جميع وجوهها وكيف تم السفر إذا¿ لكن هذا السؤال الطارئ برغم وجاهته لا يستطيع أبدا.. زحزحة السؤال المقلق.. على عجل تسافر وعلى عجل تعود.