أفياءالتأمل.. زادك اليومي

محمد القعود


محمد القعود –

التأمل مهنتك القديمة‮/ ‬الجديدة‮.‬
التأمل رفيقك الأمين والدائم‭, ‬الذي‮ ‬يتحمل نزقك العارض‭, ‬وفوضاك الطارئة‭, ‬وهجرك وجفاك‭, ‬وحالات تمردك ونوبات شرودك بعيدا‮ ‬عن مساراته الهادئة‮.‬
لا أحد‮ ‬يشعر مكانه لديك‭, ‬ولن‮ ‬يجد صديقا‮ ‬وفيا‮ ‬للصداقة مثلك‭, ‬رغم عاداتك السيئة في‮ ‬الرقص مع الكلمات ذات النبرة المحتدة والأفكار المتماوجه على إيقاع أصابعك العاشقة لإشعال البروق ومشاكسة العواصف وتحريض الأعاصير المهادنة على ما‮ ‬يثير جنونها‮..‬
ورغم استفزازك‭, ‬إلا أنك تعود إليه كطفل ضال أعادده إلى والديه‭, ‬معلنا‮ ‬ندمك عن عدم الخروج عن منطقته الأمنه وهو‮ ‬يطبطب على التافل مبديا‮ ‬تفهمه لطيشك الطفولي‮ ‬وعنادك المتواصل ورغباتك المتأججة في‮ ‬اكتشاف الخطوة التالية‮.‬

التأمل زادك اليومي‭,‬
وقهوتك التي‮ ‬تدمن ارتشافها بتلذذ محبب إليك‭, ‬ورياضتك الذهنية التي‮ ‬تحرص على ممارستها وأداء طقوسها‮ ‬ي‮ ‬مختلف الظروف والفصول‭, ‬وتحاول أن تلتزم بها كوجبة لا بد مها لعقلك وجسمك وتوقك الذي‮ ‬يطالب بمزيد من اكتشاف كل مبهر ومدهش‮.‬

التأمل‮ ‬‭, ‬صديقك الحميم‭,‬
تطرق بابه في‮ ‬كل وقت فتجده‮ ‬ينتظرك والابتسامة تتلألأ على شفتيه‭, ‬وعبارة ترحيب تشرق من عينيه وتشعر بدفء المودة‮ ‬يسري‮ ‬إليك من أنامله التي‮ ‬تمتد نحوك لتصافحك وتدعوك بكل كرم إلى عوالم التأمل التربة الخصبة‮ .‬

التأمل حديقتك الخضراء
تطلق لنفسك حريتها‭, ‬لتتنزة في‮ ‬أنحائها الشاسعة‭, ‬وتتزود من مروج روائعها‭, ‬وتنهل من‮ ‬ينابيع بهائها‭, ‬
وتثمل برحيقها ورحيق كنوزها المتوارثة منذ أزمنه متلاحقة وتستمتع بعصارة عصورها وأجيالها المتعاقبة وتعترف أعماقك من أنهار تجاربها العذبة والمتدفقة من كل فجج ابق بالحكمة‮.‬

التأمل مصباحك المضيء‮.‬
يبدد ليل وحشتك ويأنس نهار بزلتك‭, ‬ويمدك برغبة جامعة للسير نحو الأجمل واكتشاف ذلك الغامض المجهول الذي‮ ‬يحاول الإفلات من توثب خطاك والنجاة من الوقوع في‮ ‬يديك‮..‬
التأمل زادك الخالي‮ ‬من المنغصات اليومية‮.‬

قد يعجبك ايضا