السنافر

أحمد غراب

 - إذا أردت أن تحرق شخصا في اليمن فعينه وزيرا للكهرباء 
زمان كانت الأم تدعي على ابنها العاق وتقول "جعلك سلك كهرباء يولع فيك " 
أما اليوم فيكفي أن تدعي عليه: " إلهي يعينوك وزيرا للكهرباء ".
"جعلك كلفوت يكلفتك ويطير أبراج مخك".
والشعب سيتكفل ببقية الأدعية مأثورة وغير مأثورة
أحمد غراب –
إذا أردت أن تحرق شخصا في اليمن فعينه وزيرا للكهرباء
زمان كانت الأم تدعي على ابنها العاق وتقول “جعلك سلك كهرباء يولع فيك ”
أما اليوم فيكفي أن تدعي عليه: ” إلهي يعينوك وزيرا للكهرباء “.
“جعلك كلفوت يكلفتك ويطير أبراج مخك”.
والشعب سيتكفل ببقية الأدعية مأثورة وغير مأثورة
الحاصل إننا نريد وزيرا للكهرباء بمواصفات غرانديزر رجلا حديديا ذا ذراعين حديديين وعلى ظهره خبطة حديدية نضع له كرسي الوزارة تحت الأبراج ويجلس يحرسها كلما ظهر مخرب وبيده خبطة ينهض الوزير غرانديزر ويخرج خبطته الحديدية من اكتافه ويرميها باتجاه المخربين فيولون الادبار.
وبالمثل نريد وزيرا للنفط بمقاييس ” باتمان ” يحفر له خندقا وزاريا بجوار أنابيب النفط وكلما انطلقت قذيفة باتجاه أنبوب النفط يطلق عليها قذيفة فيرجعها من حيث أتت.
أشعر وأنا أنصحكم بوزراء مثل غرانديزر وباتمان أن الحكومة الحالية حكومة السنافر أو الاقزام السبعة والمشكلة لم تكن أبدا في رجل حديدي ولا في أقزام وسنافر إنما هي مشكلة انعدام الإدارة في هذا البلد .
على الرغم من أن الحكومة تجتمع كل ثلاثاء إلا أن اجتماعاتهم لم تخرج عن الإطار البيروقراطي العتيق بعيدا عن السلوك الإداري الذي يفعل مبدأ الثواب والعقاب في مسألة التنسيق بين مختلف الوزارات والجهات الحكومية المسؤولة أمنية ومدنية نفطا وكهرباء وتخطيطا وتعليما ودفاعا وداخلية ونفط وأمنا قوميا وأمنا سياسيا وقانونية وو ..
كل جهة تقوم باختصاصها وتحاسب على تقصيرها .
الحاصل أن البلاد ما زالت تدار بذات المنطق التقليدي الذي كان سببا في تأكل الإدارة وهو الاعتماد على العمل الفردي والشخصي وإدارة التلفونات والواسطات وهو نوع من أنواع العمل الحكومي البدائي القائم على الترقيع والعشوائية ويتسبب في مشاكل لاحصر لها منها الخضوع للإبتزازات والضغوط وتحميل الأشخاص ما لا طاقة لهم به.
يعني يقولوا للمسؤول ” أنت مسؤول عن هذا الشيء ودبر نفسك “
” اعرف هذه المنطقة من رأسك ” وعند العجز والفشل يتم دفع الأضواء كلها باتجاه شخص وتحميله كامل المسؤولية على الفشل الحكومي المشترك وتتم معالجة الأمر بإقالة أو تعديل حكومي وتذهب حكومة وتأت حكومة والمشاكل نفسها.
إلى متى يستمر منطق الركون المزعج على القدرات الفردية المحدودة في العمل الحكومي ¿
إلى متى يستمر غياب معايير الرقابة والثواب والعقاب التي توجه المسؤولين فتكافئ المجتهد وتعاقب المسيء بحسب اختصاصه¿!
إلى متى تظل الحكومة رهينة الأفراد والبيروقراطيات فاقدة الثقة في إمكانياتها المؤسسية الجماعية ¿!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي ..

قد يعجبك ايضا