لا تجهضوا أحلام التغيير

علي العماري


 - خرج  شباب اليمن الثائر إلى الساحات والميادين وقدموا تضحيات جسام من أجل التغيير  وأضافت ثورة 11 فبراير 2011م صفحة بيضاء أخرى إلى سجل النضال الثوري اليمني الممتد  عبر التاريخ إلى أواسط القرن الفائت  من أحلام الثورة والعدا
علي العماري –

خرج شباب اليمن الثائر إلى الساحات والميادين وقدموا تضحيات جسام من أجل التغيير وأضافت ثورة 11 فبراير 2011م صفحة بيضاء أخرى إلى سجل النضال الثوري اليمني الممتد عبر التاريخ إلى أواسط القرن الفائت من أحلام الثورة والعدالة الاجتماعية والمساواة والتعليم والطب المجاني وبناء الدولة وإرساء الأمن وباستقرار وإعلاء راية الوحدة والديمقراطية والحرية السياسية والإعلامية .
ومرت أحلام اليمنيين الوردية للتغيير بعديد محطات هامة ابتداء من ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر مرورا بوحدة 22مايو 1990م فالحراك الجنوبي السلمي ثم ثورة الشباب الشعبية السلمية وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. ولكننا للأسف الشديد فشلنا في بعض الاختبارات والمنعطفات السياسية الحادة وضعفنا أمام التحديات المعطلة لطموحات وأماني الشعب التواق دوما إلى الحرية والاستقلال والبناء والإعمار
وفي كل مرة كنا نصطدم بجدران وحيطان القوى التقليدية المعادية للتغيير التي تمكنت فعلا من اختراق الصف الوطني وضرب الثورة من الداخل لإفراغها من مضمونها وإجهاض مشاريع بناء الدولة وعرقلة عجلة التحولات الوطنية الكبرى الكفيلة بنقل اليمن إلى مصاف الأمم والشعوب المتقدمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا .
وظلت الهبات الشعبية لقوى الشعب الثورية الحية والمتجددة مستمرة وشعلة الثورة متقدة رغم المؤامرات والصعوبات وبقى موضوعي الوحدة والدولة الحديثة محل صراع دائم بين قوى التحديث والمتخلفة وحجر الزاوية في سفر التكوين اليمني الواحد والموحد للأرض والإنسان .
ولأن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر قد وضعت اللبنات الأولى لمشروع بناء الدولة الموحدة ,, ألا أن هذه المحاولات تعرضت لجملة من العقبات وصلت إلى حد الإفصاح الفاضح المناهض لهذا المشروع وجاءت الوحدة لتعيد للثورة والدولة وهجها ووجهها الحقيقي والمشرق .
ومرة أخرى يتوقف قطار الأحلام والتغيير بالانقلاب على الوحدة السلمية وفرضها بالقوة خلال حرب صيف عام 94م
ونحن اليوم لا نريد إن تتكرر مأساة الزمن القديم مع إنسان اليمن الجديد ولا باس من تذكير قادتنا الجدد من أنهم لم يصلوا إلى مناصبهم في أعلى هرم الحكم إلا بفضل ثورة الشباب فلا تخذلوهم وقد وثقوا بكم لقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان لتدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه لا أن تحشروا في قائمته السوداء كما حصل مع بعض من سبقوكم ممن حولوا أحلامنا الوردية البيضاء إلى كوابيس مزعجة والشعب إلى رعاع والوطن إلى مزرعة خاصة بهم وبعائلاتهم خلال سنوات حكمهم الطويلة والثقيلة الجاثمة على صدورنا حتى اللحظة .
ولاضير من تذكيركم ومصارحتكم بأن مصدر معاناتنا ومآسينا كانوا من رموز الحكم والنخب السياسية التي وقفت حجر عثرة أمام عجلة التغيير للخروج باليمن من حياة العصور الوسطى إلى رحاب العصر الحديث بكل تجلياته فانتصروا للشعب ليكون معكم ويرحمكم التاريخ.

قد يعجبك ايضا