الحوار.. قيمة تنتج قيما
عبدالملك المروني
عبدالملك المروني –
يبدي البعض مخاوف من مخاطر الاختلاف ومظاهر التباينات التي تظهر على أسطح مؤتمر الحوار الوطني من خلال تلك الأصوات التي يصدرها بعض أعضائه في الجلسات أو خارج معتركها.
ومع كون كاتب هذه الأسطر يعد مطواعا للتشاؤم في كثير من الحالات إلا أنني أجد في الأصوات المرتفعة للمتحاورين مادة تفاؤل وموضوع اطمئنان على سلامة مجريات الحوار وتعد مصادر نجاح هذه الفعالية التحاورية الطويلة وضمان تجاوزها عنق الزجاجة أو فوهة النفق بالتأكيد لا يمكن بحث ومناقشة قضايا بحجم الوطن وخوض غمار حرب إصلاح ومعارك نماء في طقوس وأجواء راقصة ومن الصور فتح ملفات شائكة وبالغة التعقيد على إيقاعات أم كلثوم أو فيروز بل لابد أن يصدر عن الحراك والاعتراك أصوات طبول وإيقاعات دفوف تسمع إلى بعد أو قرب وكلما كانت أصواتها مسموعة إلى المدى المتاح كلما أكد ذلك على جدية البحث ومصداقية التحاور ولا نحتاج هنا لتسمية مواقع الخلاف ومواطن هذه التباينات بقدر ما نحتاج ويحتاج المتحاورون إلى جرعات متفائلة تقود باتجاه التشافي والمضي الحثيث نحو الاستطباب الكامل وحقا فإن جلوس الخصوم حول مائدة حوارية يعد فوزا بحد ذاته أما حين نعبر بأسماء وكيانات من فصيل الثقال والمتثاقلين يجتهد أصحابها في السباق إلى مقاعدهم في الصالة فذلك يندرج في سياق الانتصار والانتصار الأكيد لقيم الحوار وأخلاقيات التشاور وتلك من الأمور التي تحد من حالة المخاوف وتقليل من منسوب التشاؤم لدى بعضنا.
قد تكون الأدوات المصاحبة للفعل والأجواء العامة المحيطة به مبعث خوف ومحط استقداء غير مضيئة كان يتحاور الناس فيما الظلام يحل ضيفا مفروضا على العاصمة والمدن الأخرى أو يصادف مرور بعض أعضاء المؤتمر مشاهد تمرد على القانون العام أو مظاهر استباحة للحرمة العامة مثل قطع إشارة المرور أو قطع شارع بأكمله لكره ذلك لا يعد كونه إيقاعات فردية ورقصات زار تعبر عن أصحابها ولأجل هذه الإيقاعات اللا مشروعة يتحاور الناس ويحتكمون للكلمة المسئولة من أجل يمن أكثر مدنية وحضارية يقعد هؤلاء ويتحاورون ومن أجل هذا الغد المأمول قدم الوطن رجاله من كل الأطياف ليفعلوا خيرا وليصنعوا سفرا جميلا للغد المرتقب .. وعليهم هؤلاء لا على قاطع الطريق أو قاتل عمود الكهرباء تقع مسئولية النجاح وتحقيق القدر المأمول من المصداقية والانتصار لقيم الولاء الوطني المطلق.
