عن … كيف تشرب تعز!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
كثر الحديث حتى تحول إلى لغط خلط معه الصح بالخطأ بالصواب , هذا يتهم ذاك , وتلك الجهة تحمل تلك , ولم نعد ندري أين الحقيقة التي ضاعت ومعها لا يزال الناس في تعز بدون مياه للشرب إلا ما تجود به الوايتات أو الأنابيب كل شهر!.
لم يعد يدري الواحد أين يقف لأن كل أمورنا قضايانا ومشاكلنا تسيس , تحزب , لتتوه الحقيقة وتتحول المقايل في الدواوين بمختلف أشكالها إلى مراكز للمعلومات كمياه الكوثر لا تدري ما هو!.
في جلسة تعزية ستجد هكذا من يشير – أقولها بصراحة – إلى أن (أصحاب مطلع) لا يريدون لأصحاب منزل أن يرووا عطشهم و(هناك لوبي) في صنعاء يعمل بكل قوة على ألا يرى مشروع التحلية النور , ويدلل أصحاب هذه القناعة على ما يعتقدوه بأن الخطط الميدانية كانت قد أنجزت نهائيا , لكن هناك أيضا من أتى و(خبصها)! بإضافة إب إلى الدراسة ما يعني كما قال لي مهندس قريب من الأمر فنيا (علينا إعادة الدراسة بكل تفاصيلها من الألف إلى الياء! بعد أن (كنا) قد أنجزنا كل شيء! تقرأ هنا شيء وفي الجريدة الأخرى تقرأ ما يناقضه إلى درجة أن رأسي يوجعني كلما تذكرت مشروع التحلية!!.
جلست إلى جانب الصديق المهندس عارف الثور – وبغض النظر عن خلافه مع الوزير والوكيل هكذا قال – , في عرس صديق مشترك , فسألته عن (اللوبي الصنعاني) الذي (يعمل بكل ما أوتي من قوة على عرقلة المشروع), فأسكتني حقيقة حين قال ( الوزير من تعز, والوكيل من تعز, ومدير المؤسسة من تعز , والمحافظ من تعز, فسكت بالفعل ولم أدر ما أقول , ثم أنني لا أعير لحكاية أصحاب مطلع وأصحاب منزل أي اهتمام وبالمطلق, لإيماني بأن الطالعين والنازلين مظلومون كل بطريقته! أنا أتحدث عن الناس, قلت : طيب يا عارف عايش الحكاية¿ قال : المسألة مسألة إدارة وليس موارد .. وما قاله موجود على صفحته في الفيسبوك ….., وهذا صحيح إلى حد كبير ,,, وجعلني أتذكر ما قاله الأستاذ د/عبده علي عثمان المنسي في البيت وقد قالها لإذاعة صنعاء قبل فترة طويلة: مشكلة هذه البلاد تتمثل في كيفية إدارة مواردها!, الآن سيبكم من أصحاب مطلع وأصحاب منزل, المطلوب من الوزير والمحافظ ومدير المؤسسة أن يوضحوا, وأن يدار على صفحات التواصل الاجتماعي حوار حضاري يبتعد عن الاتهامات لنصل إلى الحقيقة , والحقيقة هنا تتمثل في أن الناس في تعز يعانون ويريدون إرواء ظمأهم وأيوب يغنيها كل صبح (مكانني ظمأأأن, وما لهمش دعوه بالتسييس والتحزيب ورمي كل مشكلة على الطالعين والنازلين هروبا من مواجهة الحقائق .. وأمام كل ذلك لا يسعنا سوى القول وهو مسك الختام : لله الأمر من قبل ومن بعد .