الميليشيات المسلحة وتحديات الملف الأمني
محمد حسن شعب

محمد حسن شعب –
انتشار السلاح على طول الساحة اليمنية وعرضها أمر مريب ومؤشر على أن البلاد قاب قوسين أو أدنى من حروب واختلالات أمنية قد تدفع بالبلاد إلى حرب أهلية شاملة لا تبقى ولا تذر واحتمال قوي تحول اليمن إلى اثر بعد عين لاسيما وتقنيات السلاح الحديث تعطي فعالية اكبر في قوة السلاح التدميرية وفي زمن قياسي ومن لم يصدق عليه متابعة ما يجري في سوريا وذلك ما لانتمناه لبلادنا لأنها اخذت قسطا وافرا من الدمار ومن الضحايا وما جرى في محافظة صعدة على مدى ستة أعوام وفي ست جولات من الحروب أشعلها نظام صالح وأركان حكمه مستهدفا أسرة تعرف ببدر الدين الحوثي وأنجاله واتضح أن الحرب وأطرافها شبه متفقين بدليل أن المتحاربين صوريا يعيشون اليوم مرحلة ما يشبه التحالف برغم أن ضحايا تلكم الحرب من أفراد الجيش والأمن والأبرياء لا تقل عن خمسين ألف ضحية ولم ينس الشعب اليمني كذلك دماء الأبرياء الذين سقطوا في أبين خلال عامي 2011م 2012م مع من يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة واغلب الناس يعلمون أسرار هذه الحرب وكيفية إدارتها ولا اعتقد أننا سننسى ضحايا المعسكرات الآمنة التي نسف أفرادها في هدأة من الليل وهم راقدون في مارس 2012م داخل عنابر النوم ولن ننسى ضحايا قرية المعجلة بذريعة استهداف الارهابيين في أبين وضحايا مصنع الذخيرة في أبين وضحايا شبوة وضحايا مدينة رداع وضحايا ميدان السبعين في 21 مايو 2012م وضحايا ساحات التغيير بصنعاء وتعز وسواها من المدن والقرى اليمنية وخاصة ضحايا التظاهرات والاعتصامات الذين سقطوا في مدينة عدن أهم وأقدم حاضرة في اليمن بدون منازع.
ماذكرني في استجرار هذه التحديات والهجمات المتتالية التي استهدفت أبراج الكهرباء ومحطة مارب الغازية وأنابيب خام النفط أو أنابيب الغاز المسال وسواها من مرافق الخدمات وبرزت اجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية بأنها مؤسسة لاحول لها ولا قوة إلى درجة أنها لم تتمكن من ضبط شخص بعينه كمتلبس بجرم تفجير مرفق من هذه المرافق الحيوية مع أن عامة الناس وخاصتهم يتناقلون أخبار الأطراف والعناصر الضالعة بالاعتداء على هذه المرافق.
انتشار الميليشيات المسلحة وأغلبها ميليشيات تتبع ما يطلق عليهم بالحوثيين وانتشارهم بكامل تجهيزاتهم العسكرية في صعدة وفي الجوف وفي عدد من المحافظات المجاورة لصعدة بما في ذلك أمانة العاصمة بينما صاروا داخل محافظة صعدة دولة داخل الدولة وأجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية مجرد أشباح لاحول لهم ولا قوة وكذلك ثمة ميليشيات مسلحة ومسيطرة على كل ماحولها في دماج وفي كتاف والبقع محسوبين على السلفيين الجهاديين وسواهم من الفصائل السلفية في الجوف ومارب وشبوة وأرحب وفي تعز وذمار وفي عشرات المدن والمديريات اليمنية وأمام أجهزة الدولة ومؤسساتها إلى درجة تشعرك هذه الجهات بأنها تضع في أذن طين وفي الأخرى عجين.
تفاقم هذه المخاطر وتداعياتها بدأت تتوالى إلى أحداثها وتتعاظم مخاطرها خلال الفترة الأخيرة وخاصة التداعيات المرتبطة بأفراد القوات الجوية والدفاع الجوي حيث استهدف ثلاثة طيارين عسكريين يعملون في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج وقتلوا في مدخل القاعدة واسقطت طائرة سخواي 22 بعمل ارهابي قد يكون تفخيخا وقد يكون أطلق عليها النار من مضادات جوية وسقطت في شارع الخمسين جنوب العاصمة محترقة بقائدها وفي يوم الاربعاء تعرضت مروحية نقل اعضاء لجنة الحوار في البيضاء لطلقات نارية من مضادات أرضية كادت تقتل الطيار.
وقبلها تعرضت مروحية لضربات نارية وهي تطير على مديرية همدان مما يؤكد أن هذه القوات المحورية مستهدفة من قوى متربصة بالقوات الجوية والدفاع الجوي كما سبق وتعرض أكثر من سبعين قياديا من ضباط الأمن السياسي على طول اليمن وعرضها ولم تتمكن أجهزة الأمن وأفرادها من حماية أنفسهم وأمن الوطن بشكل عام.
ومؤخرا أيضا القيت قنبلة في مدينة الشيخ عثمان وجرح تسعة أفراد وبعدها بأسبوع ألقى شخصين بقنبلتين يدويتين وأطلقا عدد من الأعيرة النارية على منزل أحد المواطنين في الصافية الجنوبية كانا على متن درجة نارية وفرا هاربين بدراجتهما النارية وكثيرة هي أعراض ومؤشرات التداعيات الأمنية ومالم تتحمل الداخلية وأجهزتها مسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار فان أوضاع البلاد منهارة لا محالة والداخلية المسؤول الأول والأخير.