خطر يهدد النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي
تحقيقمفيد درهم

تحقيق/مفيد درهم –
فكر الغلو والتشدد والكراهية والذي تحول في العقدين الآخرين إلى سلوكيات عدوانية وصلت إلى ترويع مجتمعاتنا وبث الرعب وصولا إلى أهداف سياسية ونستطيع القول أن التفاعل بين التيارات المختلفة أدت إلى إفراز ثقافة متعصبة متطرفة هي “ثقافة الكراهية” ضد الآخر.
وضد دعاة العقلانية والتحديث كما أن التحريض المستمر من قبل بعض المنابر الإعلامية كان محصلة لتهيئة بيئة مجتمعية متعاطفة مع ثقافة الكراهية هذه الثقافة المقيتة امر خطير من شأنه أن يفكك حالة الانسجام السائدة في المجتمع وهو ما ينعكس بصورة أو بأخرى على العديد من المعطيات التي تفرزها حالة الاستقرار بين مختلف الانتماءات إذا سادت في المجتمع وإذا كان نشوء هذه الثقافة يرتبط بصورة أو بأخرى بتعدد الانتماءات في المجتمع على اختلاف توجهاتها وأفكارها فإن وجود هذا التعدد لا يعني بالضرورة أبدا أن بوادر بث ونشر هذه الثقافة قد تجد لها أرضية صلبة لتنطلق وتستشري وتنخر في أركان المجتمع هذه الظاهرة المزعجة تحولت إلى مشكلة يعاني منها الجميع الأمر الذي جعل “الثورة” تتقصى أسبابها وتبحث عن الرؤى الواقعية لكيفية تجاوزها والقضاء عليها في سياق التحقيق التالي:
حينما تسود ثقافة الكراهية فاقرأ على العلاقات الأسرية والوطن السلام وادعو ربك أن يجنبك ما أصاب ضحاياها في الآونة الأخيرة.
لم تكن الكراهية بحسب ما قاله الأستاذ دكتور محمد سعد القحطاني – استاذ الآثار القديمة بجامعة صنعاء وليدة اللحظة وإنما نشأت مع ظهور المصالح الذاتية والشخصية والجهوية وأخذت بالتطور حتى أصبحت ثقافة مستفيدة من بعض الأطراف في بلادنا في استغلال الشباب للترويج لمضمونها البعيد عن قيم التسامح التي يتحلى بها الشعب اليمني وحصرهم في إطار ضيق وتوجيههم لارتكاب أعمال خارجة عن النظام والقانون والإساءة لإرث الشعوب مما خلفته الحضارات السابقة.
فهد الأحمدي عضو النقابة العامة للاخصائيين الاجتماعين والنفسيين يقول: ثقافة الكراهية نشأت بعد حرب صيف 94م نتيجة الاقصاءات التي حصلت وتطورت الأحداث إلى أن شكلت لجنة بعد عام 2007م بعضوية كل من الدكتور صالح علي باصرة والأستاذ عبدالقادر علي هلال والتي أوصت بإبعاد 16 شخصية عسكرية ومدنية من أجل أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه بعد تحقيق الوحدة اليمنية مباشرة عام 1990م إلا أنه لم يتم الأخذ بتوصيات اللجنة مماساهم في بروز الظاهرة إلى واجهة الأحداث.
كما أن ظهور ثقافة الكراهية في المجتمع يرجع إلى تضارب المصالح السياسية والنظرات الضيقة ونحن في النقابة رصدنا مراحل نشأة وظهور ثقافة الكراهية في مجتمعنا من خلال نزولنا الميداني إلى المحافظات واعداد التقارير التي لم يتم الأخذ بها وكرمنا بعض الشخصيات كرواد السلم والعمل الاجتماعي على مستوى هذه المحافظات نتيجة لما قامت به من جهود في التخفيف من الآثار السلبية الناتجة عن ثقافة الكراهية.
مشكلة
منير سيف علي – استاذ اللغة العربية بإحدى مدارس أمانة العاصمة: يقول انتشرت ثقافة الكراهية لدى بعض الطلاب في الفصول تجاه زملائهم مما يجعلنا نبذل جهودا في إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة وندعو الجهات التعليمية إلى تضمين المناهج الدراسية الآثار السيئة لثقافة الكراهية والحث على التسامح وحب الوطن بما يخدم العملية التعليمية ويحقق المصلحة العامة.
ويتمنى نصر عبده علي الخفج – موظف من وسائل الإعلام عدم التعبئة والتحريض لثقافة الكراهية.
أسباب
وتعتقد هويد الشيبة – معيدة بقسم الخدمة الاجتماعية في جامعة صنعاء أن ثقافة الكراهية الموجودة في المجتمع ترجع إلى أسباب اجتماعية تتمثل بالمشكلات الأسرية التي ينجم عنها الطلاق وتشتت الأبناء وبالتالي يحصل مكون للكراهية في شخصية الطفل أيضا تنشأة غير سوية وحرمانهم من متطلبات الطفولة كل ذلك ينعكس على نفسياتهم عند الخروج إلى المجتمع مما يخلق لديهم نوع من هذه الثقافة الأسباب السياسية والتي تتمثل بتفكك أبناء الشعب الواحد وعدم المساواة والتكتلات المناطقية وغيرها كل تلك العوامل تعمق ثقافة الكراهية وتشير الشيبة إلى أنواع أخرى للكراهية وتتمثل بكره الأبناء للآباء وكره الأبناء فيما بينهم وتزداد هذه الثقافة حدة بين الأصدقاء والذي يتحول بالتدرج إلى كره اجتماعي يفضي إلى تفضيل مصلحة الفرد على المجتمع ومن هنا ينشأ تصارع فئات داخل المجتمع لا يمكن الحد منه.
قلة التوعية
ويقول الشيخ إبراهيم الفقيه إمام وخطيب جامع السلام بمذبح شهدت ثقافة الكراهية مؤخرا انتشارا كبيرا في أوساط المجتمع نتيجة قلة التوعية والجهل بأحكام الدين والتعامل مع الآخر سواء أكان مسلما أم غير مسلم مما أدى إلى تجسيد ثقافة الكراهية بمضامينها التي تتمثل بالفرقة والتباغض والتحاسد وصولا إلى سفك الدماء وهت