هادي .. رجل المهمات الصعبة
محمد العزيزي


محمد العزيزي –

لا يختلف اثنان على أن الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الرجل الجامع لجميع الأطراف السياسية في مهمة انجاز ورسم ملامح المستقبل المشرق لليمن الجديد حلم كل اليمنيين .. ومما لا شك فيه أن صانع الأقدار قد اختار هذا الرجل الهادئ بطبعه والحكيم بتصرفاته وقوي العزم بأفعاله وإرادته لقيادة الوطن إلى مرافئ الأمن والاستقرار .. شاء القدر أن يكون الرئيس هادي رجل المهمات الصعبة ليقود اليمن وينتشلها من وحل الصراعات السياسية والانزلاق إلى هاوية التفكك والحرب التي لا تبقي ولا تذر والعذابات التي كان سيكابدها لا سمح الله أبناء اليمن عموما دون استثناء .
قد يقول قائل ظهر مداحو هادي وأنا واحد منهم بالطبع لكنني سأترك من سيتبادر إلى ذهنه أن القصد من مقالي هذا المدح .. وأسال بالعقل الجمعي من ذا الذي كان بمقدوره تسيير نظام الحكم والدولة في ظل تلك الظروف التي عشناها سويا ولا تخفى تفاصيلها المخيفة على أحد ¿ .. إذا ألا تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه ويقدمه للوطن اعتقد أنها مغالاة لأن القاعدة الشرعية تقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله وأنا شخصيا لا أريد منه شيئا أو منفعة أو منصبا ولكن كما قلت كلمة حق يجب أن نقولها جميعا اعترافا منا لأدواره النضالية التي قام بها خالصة لله والوطن وأبنائه .
أعود وأقول أن مجيء الرئيس هادي إلى سدة الحكم في هذه المرحلة قد أدخله في موسوعة التاريخ ومن أوسع الأبواب خاصة وانه جاء لحكم اليمن في أوقات صعبة والأزمات تتوالى وتعصف بالبلاد والإعلام والمؤرخون يرصدون ويدونون كل الأحداث والتطورات المتسارعة لما يدور في اليمن والتي تعيشها منذ أكثر من عامين من الآن .
إن عظمة المشهد اليمني والتجربة الفريدة من نوعها حيث نتابع هذه الأيام مؤتمر الحوار الوطني احد أهم فصول هذه التجربة الرائدة ومراحل نجاحها للانتقال السلمي للسلطة والتي أصبحت اليوم مثالا ونموذجا رائعا يشيد بها العالم بأسره لتفردها عن باقي دول الربيع العربي والتي يقودها اليوم الأخ الرئيس بكل حنكة واقتدار رغم كل الظروف والعراقيل . وصولا إلى ذلك التاريخ الذي قطعه على نفسه فبراير 2014م .. ذلك التاريخ المفصلي لإكمال المرحلة الانتقالية نحو دولة مدنية حديثة ينشدها كل اليمنيين .. تقوم على أساس المساواة في الحقوق والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد .
لأن الرجل حسن النية ونقي السريرة وصاحب قلب كبير يكابد ويجابه اليوم كل الأفكار والتوجهات الوطنية وغير الوطنية الانفصالية والانتقامية وأصحاب النفوس المريضة .
رغم كل ذلك استطاع تفادى كل الضغوط التي مارسها الجميع عليه داخليا وخارجيا والمصاعب والقلاقل والأزمات .. وكذا محاولات البعض من فرقاء الصراع الزج به للوصول إلى السلطة بطريقة القفز والتآمر تحت مبرر ملء الفراغ الدستوري عند إصابة الرئيس السابق بحادث دار الرئاسة .. واجه كل ذلك بصبر وحكمة وتفان وربما هذه التفاصيل لا يعلمها المواطن العادي .
دعوني هنا أن أهنئ الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي لتبوئه هذه المكانة التاريخية التي سجلت في انصع صفحات التاريخ اليمني التي دونت وتدون عن هذه المرحلة الصعبة للبلاد .. في الحقيقة إن من يتصدر قيادة أي بلد وهو يواجه أعتى المشاكل المعقدة وشائكة الأهداف والاتجاهات ما هو إلا دليل على أن هذا الربان ماهر ومقتدر يتمتع بالحنكة والدهاء وقارئ مختبر في مواجهة أحلك الظروف والمراحل .. إذا وخلاصة لما أردت الوصول إليه أن أوجه دعوة خالصة لا نفاق فيها ولا رياء لكل أبناء الوطن الشرفاء أن نعمل جميعا صفا واحدا لمساندة الرئيس هادي من اجل اليمن لا من اجل الرئيس والوقوف إلى جانبه خلال هذه المرحلة لإيصال البلاد إلى بر الأمان وإكمال الانتقال السلمي للسلطة ولا بأس أن ننتقده ونبين له مكامن الخطأ والصواب بقصد الصالح العام .. تمنياتي للمؤتمرين ولمن يريد لهذا الوطن الخير التوفيق والنجاح .
