حـقـــــــوق

عفاف شملان

عفاف شملان –
‮ ‬يبكي‮ ‬على جانب الطريق‮ ‬يحطيه من كل اتجاه‮ ‬هواء الشتاء القارس البرودة‮ ‬دموعه تتساقط على خده الأسمر لامعة‮ ‬كأنها حبات برد مكونة على خديه انشقاقات على حوافها بياض مالح‮ ‬ثوبه‮ ‬يغطي‮ ‬أجزاء من جسمه‮ ‬صدره العاري‮ ‬يتصدى لهفات البرودة‮ ‬ساقاه كأنها أعمدة اسفلتية‮ ‬شعر رأسه الداكن ملبد‮ ‬به أشياء دقيقة متناثرة على شكل أغصان‮.‬
بعد لحظات‮ ‬يقف‮. ‬يمشى بسرعة حول دائرة المرور بين كل خط معاكس رافعا‮ ‬يديه‮ ‬يعرضها على كل شخص راكب سيارة‮ ‬أو‮ ‬يمر من تلك الاشارة‮ ‬خفته وبلادته الهستيرية ودون شعور لما‮ ‬يقوم به من حركات في‮ ‬مشيه‮ ‬يسعي‮ ‬جاهدا‮ ‬كي‮ ‬لا تفوته سيارة عند مروره الاتجاه الآخر‮ ‬لا‮ ‬يترك‮ ‬يده مستلقية‮ ‬ينتقل وهي‮ ‬مرتفعة أصابعه ممدودة‮ ‬كأنها أدمنت تلك الحركة العفوية‮ ‬بينما‮ ‬ينتقل من مكان لآخر‮ ‬يظهر رجل شديد السمرة‮ ‬عيناه حمراوان مثل جمرة مشتعلة‮ ‬يتقافز في‮ ‬مشيه نحو الطفل ممسك على كتفيه‮ ‬يحدثه بكلام عشوائى‮ ‬الفاظ تقشعر لها الأذان‮ ‬ينظر الطفل إليه في‮ ‬حالة ذهول‮ ‬عيناه ملؤها الخوف‮ ‬ستنفجران بفيضان من الدموع‮ ‬يشده الرجل إلى جانب الطريق جيبه الوحيد المهترئ أخرج منه بعض الريالات وهو مشتعل‮ ‬غضبا‮ ‬انهال ضربا‮ ‬على الطفل‮ ‬بحجة أنه كسول وبليد لايستطيع إخراج المال من الآخرين تاركا‮ ‬له‮ ‬يبكي‮ ‬على جانب الطريق‮.‬

قد يعجبك ايضا