الاسم والاسم الآخر



المقالح عبدالكريم
-1-
كما أننا نعيش في عالم من الأشكال والألوان فإننا نسبح في فضاء شاسع من الأسماء والصفات بدء من أسمائنا الشخصية مرورا بأسماء ما ومن يحيط بنا كائنات وأمكنة وانتهاء بمستخدماتنا الحياتية المألوفة من أدوات ومستلزمات وأجهزة..
-2-
غالبا ما نعير انتباهنا لاسم ما طرق مسامعنا فجأة لكن بالمقابل يندر أن يبحث أحدنا عن معنى اسم معين من الأسماء خاصة على مستوى المكان الذي نعيش فيه أو الذي نفكر بالسفر إليه.
ولعل أكثر ما يحفز فضولنا البشري التواق للمعرفة هو معنى أسمائنا نحن أو أسماء أشخاص نعمل معهم أو تعرفنا عليهم مؤخرا أو أو أو..إلخ.
-3-
خلال رحلة البحث عن معنى اسم أو التقصي في خلفياته إما سنوفق في معرفة الجواب الدقيق وإما سنتحصل على إجابة سريعة قد تكون غير مكتملة وغالبا تنقصها الدقة كما السائد مثلا من أن الهديل هو صوت الحمام..!
لكن ورغم شيوع هذا التوصيف على نطاق واسع إلا أنه من الأخطاء الشائعة وذلك مقارنة مقارنة مع ما ورد في معظم الأساطير العربية والتي ترى أن أبا الحمائم كان يسمى الهديل وأنه مات في سفينة نوح فتوارثت أجيال الحمائم النوح عليه وسمين بعدها بنات الهديل وذلك لكثرة نوحهن عليه وهو ما نجده عند شاعرنا الخالد: عبدالله البردوني في ديوانه رواغ المصابيح حيث يقول في قصيدته تخاييل:
فاقدات الهديل يبكين فردا
أنت تبكي في كل آن هديلا
ومن قبله ما جاء في دالية أبي العلاء المعري:
يا بنات الهديل أسعدن أو عدن
جميل العزاء للإسعاد
إيه لله دركن فأنتن
اللواتي تحسن حفظ الوداد
أما بالنسبة لأصوات الحمائم فهي: تحنان وتهدار وبغام وصداح..¿¿
-4-
من ناحية أخرى قد يطلق الإنسان أسماء خاطئة على أشياء معينة خاصة تلك الجديدة عليه كما حصل إبان عصر الكشوفات الجغرافية حين وقعت عيون الأوروبيين للمرة الأولى على جمل «اللاما» في أمريكا اللاتينية وحيوان «الكنغر» في استراليا ما جعلهما يحملان حتى يومنا هذا اسمين لا يمتان إليهما بأدنى صلة وذلك ببسبب ثغرة في التواصل بين الأوروبيين والسكان الأصليين لاختلاف اللغة التي تم التخاطب بها.!!¿
– 5-
ما إن رأى الأسبان جمل «اللاما» حتى كان أندهاشهم قد بلغ ذروته إذ أنه حيوان غريب يرونه للمرة الأولى في حياتهم فكان أن طرحوا على السكان الأصليين من الهنود سؤالا يقول:
COMOSE TLAMA?
أي ما اسمه ..!¿¿
لكن ما حصل بعد ذلك كان كارثيا حيث أن الهنود رددوا كلمة LAMA سائلين عن معناها فاعتقد الأسبان أن الحيوان نفسه اسمه «اللاما» حسب تفنيد الصادق النيهوم في كتابه:
وهو تماما ما حدث في أستراليا لكن هذه المرة مع أحد المستوطنين الهولنديين والذي سأل عن الحيوان العجيب بلغته هو وكانت آخر كلمة في سؤاله هي: «كنغر «.. ولما سمع الهنود يرددونها كنغر!¿¿ أدرك بطريقة غامضة لا يمكن تفسيرها أن هذا الحيوان اسمه كنغر!!¿¿

almagaleh@gmail.com

قد يعجبك ايضا