عام التجاوزات في‮ ‬الجامعات اليمنية‮!!‬



‬د‮/ ‬سعاد سالم السبع
نريد علاجا ناجعا حتى وإن كان الكي‮ ‬بالنار‮ ‬لا نريد أن‮ ‬يتم إعادة بناء الجامعات اليمنية على أرض رخوة‮ ‬ولا نحب أن نسمع بأن ما حدث من مخالفات قانونية سيتم التجاوز عنها تحت مفهوم‮ (‬الوفاق‮ ‬يجب ما قبله‮)‬‮ ‬لأن هذا الفساد وهذه المخالفات سوف‮ ‬يتم تشريعها تحت مبرر التهدئة‮ ‬وربما‮ ‬يدخل كل الفاسدين والمفسدين في‮ ‬الجامعات اليمنية تحت بند قانون الحصانة > ‮ ‬عام‮ ‬2011‮ ‬م عام الحرب على البشر والشجر والحجر‮ ‬وعام اختلال القيم‮ ‬واختراق القوانين‮ ‬عام كل واحد دولة نفسه‮ ‬وعام من له حق‮ ‬يأخذه بذراعه‮ ‬ومن طمع في‮ ‬حق‮ ‬غيره‮ ‬يحشد رجاله وماله ويبسط عليه‮…‬عام الشعبطة وانكشاف المستور‮ ‬لقد زالت فيه الأقنعة عن جميع الوجوه‮ ‬وجرفت سيوله خيرنا وأمننا وتماسكنا‮ ‬وكنا نظن أن عقل الأمة‮ (‬الجامعات اليمنية‮)‬‮ ‬ستظل بعيدة عن هذه السيول لأننا كنا نعتقد أن المكان العالي‮ ‬لا تصيبه السيول‮ ‬لكن‮ – ‬للأسف‮ – ‬أصيبت الجامعات مثل الشوارع‮ ‬ووصلت إليها سيول محملة بالدبش والمخلفات من كل مكان‮ ‬ووجدت الطفيليات مرتعا خصبا في‮ ‬الجامعات اليمنية تحت ستار الحالة الاستثنائية التي‮ ‬تعيشها البلاد‮…‬
أنقذوا الجامعات اليمنية من الاختراقات‮ ‬غير القانونية التي‮ ‬حدثت في‮ ‬الماضي‮ ‬فإنها ستدمر المستقبل‮ -‬لا محالة‮- ‬إن لم‮ ‬يتم فتح ملفاتها بشفافية مطلقة‮!! ‬
ليعلم الجميع أن التسامح مقبول لتجاوز ماض لم‮ ‬يعد له أثر في‮ ‬المستقبل‮ ‬أما أن‮ ‬يتم التغاضي‮ ‬عن ماض سيظل حاضرا في‮ ‬أداء الجامعات‮ ‬وتترك أدواته لتدمير المستقبل‮ ‬فهذا ما لا‮ ‬يجوز‮ ‬فلن تتعافى الجامعات إذا ظلت أدوات الفساد فيها‮ ‬‮ ‬ولن‮ ‬يقبل الشعب اليمني‮ ‬هذا الوضع مهما طال الزمن‮..‬
عام‮ ‬2011م جعل الجامعات اليمنية مثل سفينة نوح لمت من هب ودب ضاع فيها الانتقاء العلمي‮ ‬وساد الاستجلاب الشللي‮ ‬فتسربت إلى الجامعات قيم‮ ‬غريبة‮ ‬وظهرت فيها سلوكات قبيحة لم تكن مقبولة في‮ ‬الحرم الجامعي‮ ‬إلى عهد قريب‮ ‬لكنها أصبحت تحكم العلاقات اليومية بين الأساتذة وطلبتهم‮ ‬‮ ‬وبين الأساتذة وزملائهم‮ ‬وبين الأساتذة والموظفين وبين الموظفين أنفسهم سلوكات أقل ما‮ ‬يقال عنها إنها لا تعبر عن أخلاقيات مؤسسات صفوة المجتمع‮ ‬ولا شك أن هذه السلوكات انتشرت في‮ ‬الجامعات اليمنية بسبب‮ ‬غزو الطفيليات التي‮ ‬التهمت مكاتب الإدارات وقاعات التدريس‮ ‬فصارت الجامعات مسرحا للهرجلة وللخروج عن النظم والقوانين بعد أن كانت هي‮ ‬المعيار للانضباط والالتزام بقيم المهنة‮ ‬ونبراسا للتميز العلمي‮ ‬والأخلاقي‮..‬
لقد حدثت تجاوزات عديدة لقوانين الجامعات ولائحاتها‮ ‬جعلت الجامعات أشبه بأسواق للحراج‮ ‬كل شيء فيها موضوع في‮ ‬المكان الخطأ‮ ‬فاختلط الغث بالثمين‮ ‬و اصطدم المهفوف بالرزين‮ ‬‮ ‬وتفرعن الهبل والشياطين‮ ‬وظهر أصحاب البوق‮ ‬واختفى أهل الحقوق‮ ‬وصرنا نتوقع سقوط الرؤوس تحت الأقدام‮ ‬وسيادة الخراطيش على الأقلام‮ ‬وقلب الحقائق إلى أوهام‮..‬
ستظل الجامعات اليمنية في‮ ‬حالة تدهور ما لم تبدأ فيها عمليات تصحيح شاملة وشفافة وحازمة تنطلق من القاعدة إلى القمة أو من القمة للقاعدة إداريا وماليا وأكاديميا‮ ‬ولتبدأ عملية الإصلاح بإعداد قوائم تكشف الوضع الراهن للفساد في‮ ‬الجامعات في‮ ‬كل مكوناتها حتى‮ ‬

قد يعجبك ايضا