انتبه لöعقúلك من السرقة!!

أمين الوائلي

 - 

* لم يكن من لازم الإعلام الترويج لحوادث وحالات فردية معزولة عن الطابع والطبيعة العامة للناس ومعطيات الواقع اليومي المستمر منذ عشرات السنوات, في المحافظات الجنوبية, وتضخيمها لتبدو أكبر حجما وأثرا وأخطر مما هي عليه في الواقع.
* لبرهة, ممتدة ف
أمين الوائلي –

* لم يكن من لازم الإعلام الترويج لحوادث وحالات فردية معزولة عن الطابع والطبيعة العامة للناس ومعطيات الواقع اليومي المستمر منذ عشرات السنوات, في المحافظات الجنوبية, وتضخيمها لتبدو أكبر حجما وأثرا وأخطر مما هي عليه في الواقع.
* لبرهة, ممتدة في الزمن بعض الشيء, تصور الناس والمتلقون أن جائحة من الفتنة خرجت إلى الشوارع والأحياء والأسواق ولا سبيل لردها أو السيطرة عليها. وأخذت مواقع وصفحات التواصل عبر الانترنت تتناقل أخبارا مزعجة ومعلومات في معظمها مغلوطة ومكذوبة وأحيانا كانت مختلقة من الأساس ولا أصل لها. هنا تكمن خطورة التوظيف السيئ والاستخدام المميت لوسائل الإعلام المختلفة.
* ما من شك لدي, وكتبت هذا في تلك اللحظات التائهة عن سقف, بأن الحملة الإعلامية بهذا الاتجاه أو ذاك ليست بريئة أو لا تحدث بالصدفة هكذا واتفق أن انخرط الجميع أو الغالبية في نشر وتعميم الروايات والفظائع نفسها بالتزامن والتطابق دون أن يكون ثمة تنسيق أو قصدية ما..¿¿!
* قصص وروايات تتحدث عن وقائع دامية وأحداث عنف وجرائم بطش وسلب ونهب وقتل وذبح وتهجير, مفترضة, اكتسحت فضاء الإعلام الإليكتروني وصفحات التواصل, هكذا فجأة ودونما مقدمات… ليقال إن جماعة ما فعلت كل ذلك وبهذه المباغتة والمقدرة على الانتشار والتأثير والانطباع المعطى كان أن أجهزة الأمن والسلطات المختلفة شلت واختفت ولم يعد في المشهد إلا الجناة والضحايا¿¿!
* من ناحية يتم تدجين الرأي العام لفكرة مظللة تماما, ومن ناحية ثانية تم ويتم تأجيج مشاعر سوداء وصناعة أدخنة كراهية وحقد وجدت لها متسعا للانتشار والتداعي في الجهة المقابلة وشهدنا وقرأنا كلاما مزعجا عمد من فوره إلى تفعيل لغة ومنطق الضدية والثنائية الجهوية (شمال/ جنوب) وتطوعت حماقات فردية للدعوة إلى “انتقام” من جنس الفعل الذي صوره وأججه وصدره الإعلام الموجه !!
* يوم وليلة ثم لم يعد أحد متأكد أو يسعه الجزم بأن ما قيل وروج له يتمتع بقليل من المصداقية والموضوعية. وكانت استخدمت صور مزعجة لحالات عنف ودم تمت لأماكن وبلدان بعيدة عنا وفي قارات مختلفة وقدمت على أنها تخص حالات حدثت للتو في عدن أو حضرموت ¿¿!!
* ينبغي التوسع, أفقيا وفي العمق, في متابعة ورصد وقراءة هكذا حالات وحملات تعمل بإخلاص ضد تهدئة النفوس وجبر الكسر والتئام الجروح. حتى لو كانت تتذرع بعناوين رنانة وتتلبس بشعارات براقة في مواجهة خصوم مفترضين يضمرون السوء للبلد, على افتراض أن أحدا بمقدوره تهديد البلاد بأسرها في لحظة طيش وكأننا نتحدث عن قرية لا عن اليمن الكبير¿
* على الناس أن لا يتخلوا عن استخدام العقل خصوصا في الأوقات الحرجة. من الخطأ بمكان أن نخلع عقولنا كجمهور ومتلقين ونسلم المهمة للآخرين يفكرون لنا ويقررون نيابة عنا, لأننا نساعدهم على خداعنا … وإجمالا على خداع المجتمع بكامله. وليس لدي أفضل من نصيحة كهل طاعن أفادني مرة: “أشبح عقلك لا يسرقوه عليك”!!
شكرا لأنكم تبتسمون ,,,

قد يعجبك ايضا