ماذا أعد اليمنيون للاحتفال بالعيد الذهبي3
جمال عبدالحميد عبدالمغني
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
سؤال يتكرر للمرة الثالثة وسيتكرر للتذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين لا شك أن الحديث العظيم الذي ستهل علينا ذكراه الخمسين بعد أيام هو حدث استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى والتذكير بهذا استحقاق هو واجبنا جميعا والتفاعل مع الذكرى المنتظرة من قبل الشعب اليمني هو نوع من رد الجميل لأوائل العظماء الذين صنعوا الحدث وتخليد ذكراهم وتعريف الأجيال اللاحقة بما قدموه للوطن هو بمثابة اعتراف بفضلهم وحسن صنيعتهم لشعبهم ووطنهم وليعلم أصحاب النفوذ والكراسي البراقة والجاه و المال أنه لولا تلك الكوكبة المضيئة والرموز الوطنية لما وصلوا إلى وما وصلوا إليه اليوم وكل من عاش في ذلك العهد المظلم يعلمون جيدا أن الشعب اليمني بكامل شرائحه وفئاته ومستوياته كانوا مسخرين لخدمة الإمام ومتفانين في حماية نظام حكمه وجباية الأموال إلى خزائنه وليس لهم إلا ما يسد رمقهم مع اختلاف نوعية العيش الذي يسد الرمق ليس إلا فالغالبية العظمى والساحقة من أفراد الشعب اليمني كانوا يسدون رمقهم بوجبات نمطية طوال العام تحتوي على أردأ أنواع الخبز الذي تعطى مكوناته في بلدان أخرى للحيوانات ويصاحب ذلك الخبز الناشف العصيد والزوم في أحسن الأحوال وهناك من كانوا يتناولون فطير الذرة أو الشام أو الكدم بمصاحبة البسباس أو الماء غير النقي طبعا ويحصلون على وجبة المرق واللحمة في العيدين فقط أما طبقة المشائخ والمسئولين الكبار والتجار فكان المتاح لهم ذلك العهد سد الرمق أيضا مع الفارق أن سفر طعامهم كانت أكثر تنوعا وأفضل من حيث المستوى الغذائي بالإضافة إلى امتلاكهم مساكن تختلف عن الزرائب التي كان يمتلكها غالبية الناس ويتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط الصحية للسكن زد على ذلك تميز الطبقات العليا عن بقية الشعب المسحوق بحيازتهم للملبس الملائم والمتنوع أي كما يقول المثل الشائع «ملانها والماء فقط» أما ما عدا ذلك من وسائل الترفيه البسيطة والكماليات الأبسط فكانت حكرا على الإمام وحاشيته المقربين جدا واليوم أصبح سائقو المسئولين والمشائخ والمتنفذين والتجار وما أكثرهم يرقدون على ثروات طائلة فما بالك بأرباب أعمال الأباطرة ومع ذلك يتنكرون لمن كان لهم الفضل بعد الله في الوصول إلى وما وصلوا إليه مع أنهم تجاوزوا ما أتاحته لهم الثورة العملاقة من فرص المكسب المشروع والإثراء القانوني إلى سرقة ونهب أموال الشعب وخيراته ومقدراته وخصوصا خلال العقدين الماضيين الأمر الذي تسبب في حدوث فجوة سحيقة وهائلة بين الأثرياء جدا والفقراء جدا نتيجة للفساد الذي استشرى ومورس بصورة علنية وفجة هذا الوضع المختل قسم المجتمع إلى شريحتين أقلية لا تزيد عن 3% تتصف بالغنى الفاحش وأغلبية ساحقة تتصف بالفقر المدقع وحاشا لله أن يحسب هذا الوضع الكارثي على الثورة لأن مخالفة أهدافها أوصلنا إلى الوضع المأساوي الذي نعيشه اليوم ومع ذلك لو تحدثت اليوم أمام أي فرد من أفراد الفئات المذكورة والمتخمة بأموال الشعب عن رمز من رموز الثورة لأجابك بازدراء من ذلك الشخص وما عمل وكم كانت ثروته فهم لا يتحدثون إلا بلغة المال فماذا أعد هؤلاء الأثرياء للاحتفال بأصحاب الفضل عليهم¿
Gamal-A-AL moghny@ hotmail.com