تحقيق/ نورالدين القعاري –
نعمان : لم تصل رسالتنا بعد إلى القطاع الخاص ولنا طموح بإنشاء بنك خاص للخريجين لتنفيذ مشاريعهم
النويهي: غياب دور القطاع الخاص يشكل فجوة في الترابط بين مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني
يعتقد الكثيرون ممن يقرأون أخبار تخرج مجموعة من طلاب مرحلة التعليم الفني والمهني أنها تنتهي بنهاية التخرج وهذا مفهوم خاطئ لأنه مع نهاية التخرج تبدأ رحلة البحث عن عمل لهذه الشريحة المهمة والطاقة التي كان أولى بالقطاع الخاص الاهتمام بها إلا أنه فضل غياب الدور له وعدم مشاركة الخريجين فرحتهم لهذا العام في غياب شبه واضح وكلي.
“الثورة” تطرقت إلى هذه القضية التي يجب التركيز عليها من قبل الجهات ذات العلاقة وأخذت آراء المختصين والخريجين لعامين متتاليين حول تفاعل القطاع الخاص في استيعاب الخريجين.. فإلى التفاصيل:
لغة مفقودة
يبدأ الدكتور عبدالحافظ ثابت نعمان وزير التعليم الفني والمهني بالحديث عن دور الطلاب في هذه المرحلة في بناء الوطن رغم وجود لغة مفقودة بين الوزارة والقطاع الخاص على حد قوله: يأتي دور الطلاب الخريجين في هذه المرحلة الذي أصفه بالدور المفصلي في بناء المجتمع وحملة رسالة نسعى بالفعل جاهدين إلى خلق شراكة حقيقية بين الوزارة والقطاع الخاص لتغطية حاجة السوق المحلية وكما يبدو لي أن هناك لغة مفقودة بيننا ونريد أن نخرج بما يطلبه سوق العمل وربما رسالتنا لم تصل بعد ولابد أن نهتم بالخريجين لأنهم أبناؤنا وبناة الغد المشرق فإذا أجادوا أجدنا نحن وان فشلوا فشلنا نحن وأن نرى رجالاٍ منكم يقفون في صناعات أكبر وأرقى.
عقول الدكاكين
وأشار وزير التعليم الفني والمهني إلى قضية يعاني منها المجتمع اليمني حيث يقول: تعبنا من عقول الدكاكين الصغيرة التي لا تفكر إلا بالدخل المادي الضيق نريد عقولاٍ تتسع لطموحات الشباب الخريجين وسنعمل المستحيل للتواصل مع الخريجين لأنهم رأس مال للمجتمع اليمني بأكمله ولنا طموح في إنشاء بنك خاص للخريجين لتنفيذ مشاريعهم رغم الصعاب والعلاقة صلبة بين الوزارة والطلاب ونريد أن نغير الفكرية التمهيدية في المعهد وكلية المجتمع من أجل شريحة أرقى في المجتمع وأن نفسح المجال للمرأة التي نالت مقاعد في أوائل الخريجين وكم يؤسفني عدم استطاعتها تقبل منح قدمت لهن للدراسة في الخارج نريد أن نبحث عن العلم في أي مكان وليكن وطناٍ ديمقراطياٍ مدنياٍ منفتحاٍ للجميع.
فجوة ترابط
من جهته تحدث عادل علي النويهي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة التعليم الفني والمهني أن هذا الاحتفال بتخرج الطلاب الأوائل في هذه المرة يعد الأكبر من نوعه في مجال التعليم الفني والمهني حيث تم تكريم دفعتين لعامي 2009-2010م وعامي 2010-2011م ويعتبر هذا النوع من تكريم الطلاب نوعاٍ من الدعم لهم في مساعدة لإيجاد فرص عمل في القطاع الخاص.
وأضاف: النويهي أن دعم القطاع الخاص للتعليم الفني أصبح حاجة ضرورية لأن مخرجات الوزارة مثقلة بالكوادر الجديرة بالعمل وغياب دور القطاع الخاص يشكل فجوة في الترابط بين مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني وهذا عتاب نوجهه إلى القطاع الخاص لضرورة الاهتمام بالتعليم الفني أو على الأقل أن يكون هناك اهتمام على مستوى الأوائل لأنهم طلاب متميزون منوهاٍ بالدعم الإعلامي وتفعيله لدى الوزارة لكي يسهم بفاعلية في رفع وتيرة العمل في الوزارة ومؤسساتها وتفاعل البيئة المحيطة المؤثرة والمتأثرة بقطاع التعليم الفني والتدريب المهني.
تحديث الآليات
وطالب حمدي شرف الحكيمي الحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال “كهرباء تمديدات” في المعهد التقني (بغداد) بأمانة العاصمة حكومة الوفاق والجهات المعنية إلى مراجعة وتصحيح أوضاع المعاهد الفنية والمهنية القديمة وتحديثها وتأهيلها بما تتلاءم مع المتغيرات والاهتمام بجودة المخرجات حسب احتياجات السوق وليس بطرق عشوائية كما هو حاصل الآن داعياٍ الطلاب إلى التفكير أثناء الالتحاق في برامج وأنظمة التعليم الفني وفق رغبة وقناعة تامة في التخصص الذي يرونه مناسباٍ وحسب متطلبات السوق للعمالة من اجل المساهمة في الحد من البطالة ومكافحة الفقر لا أن نخرج عمالة لا تجد عملاٍ وتكون مشكلة أكبر.
نظرة دونية
يقول الأخ عماد محمد عبدالله رئيس تحرير شبكة شباب اليمن (الاتحاد العام لشباب اليمن) أن التوعية ووسائل الإعلام تلعب دوراٍ مهماٍ في إبراز مهام وأعمال وزارة التعليم الفني والمهني لأنها لا تحظى بدعم مادي لذا كان هناك فارق واهمال كبير من الجانب الحكومي والقطاع الخاص رغم أن الشباب الخريجين يتم استيعابهم في دول الخليج ويتم إدماجهم في أعمال الحياة اليومية في مجالات مختلفة ويعد هذا رافداٍ مهماٍ في التنمية الوطنية الشاملة.
وأضاف: ليس بغريب على الدول المتقدمة الأوروبية كأول ما فكرت به هو دعم هذا التوجه في العمل وقدرت القيمة لطلاب التعليم التقني المهني في مناهجها فكانت النتيجة دخولهم إلى سوق العمل بتركيزهم على هذا التخصص ولابد لنا وبمساعدة الإعلام أن ننمي مستوى فكر الأسر وإبعادهم من النظرة الدونية على هذه المهن التي تخدم الأوطان.
تصوير/ فؤاد الحرازي