جمع المناصب واحتكارها.. وتفضيل العمالة الأجنبية احد عوامل الفشل الإداري في اليمن
علي محمد الجمالي
علي محمد الجمالي –
لم تشهد الإدارة في بلادنا تعثرا.. وضعف أداء مثلما شهدته خلال العشر السنوات الماضية فقد أحدث جمع المناصب والوظائف في مسئول واحد خللا إداريا..
وتهميش للكوادر المؤهلة والمتخصصة وأضعف من أداء الإدارات وتردي التعليم بجميع مراحله وبسبب ذلك كان يتم في أغلب الأحيان اختيار الوظيفة للموظف وليس العكس المهم هو توافر شروط القرابة والمحسوبية والنسب والفهلوة لشغل الوظيفة العامة واحتكارها والخلود فيها إلى ما شاء الله وكان كل متنفذ في الدولة والحكومة حكام الأمس أعداء اليوم يجتهدون في اختيار العناصر والكفاءات الموالية لهم ولآحزابهم.. وانتماءاتهم القبلية والجهوية حتى أصبح كل موظف ولائه لمن عينه ودعمه للوصول على الدرجة والوظيفة التي عين فيها وبذلك حصل الخراب والتخريب في الإدارات والإيرادات والتخطيط والمشاريع والتعليم والجامعات.. وأصبحت المشاريع والسياسات تنفذ دون دراسة أو جدوى أو معايير موضوعية لتنفيذها وبذلك كان الفشل حليفها والتعثر عنوانها.. ولست في حاجة لضرب الأمثلة على ذلك فما نعانيه اليوم من تخبط وتوقيف للميزانيات وتوقيف للمخصصات والمشاريع إلا شاهد على هذه العشوائية المطلقة.. وللأسف أن هذه الظاهرة في جمع مناصب الدولة والحكومة والقضاء والجيش في شخص واحد لا زالت سارية المفعول ولم تفك عقدها وتعقيداتها لا ثورة الربيع اليمني ولا المبادرة الخليجية ولا الانتخابات الرئاسية ولا حكومة الوفاق ولا زال أصحاب المؤهلات والتخصصات المظلومين قبل الثورة وبعدها يشحتون وظيفة يطبقوا ما درسوه وتعلموه قبل ما يعودوا آميين وناسين لما تعلموه بسبب قدم تخرجهم وانخراطهم في أعمال بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم وتعليمهم لحاجتهم إلى الكسب والمعيشة لسد قوتهم وأسرهم.
إن الكادر اليمني مهمش مضطهد راتبه بالريال اليمني.. ويساوي أقل من 50% من راتب غير اليمني من العمالة الأجنبية الذين يستلموا بالدولار لا لشيء سوى أنهم عمالة أجنبية رغم أن بعض الكوادر اليمنية ذكورا وإناثا تأهيلهم أكبر.. وأدائهم أفضل إذا ما وجدوا إدارة رشيدة ومن ذلك على سبيل المثال ممرضات وممرضي في المستشفيات الخاصة والعامة وشركات ومضيفي ومضيفات الطيران وغيرهم من الشركات والمصانع الخاصة والعامة والمختلطة من نفط وغاز.
هذه هي الإدارة في بلادنا حقوق ضائعة وموظفي مشتتي الاختصاصات والتخصصات لأن الدرجات والعلاوات للأقارب والمتحزبين.. ومن حرك صميله وتقطعاته لأن هذه التصرفات المقيتة هي السبيل الأمثل للحصول على الحقوق لأنه لا اعتبار للخبرة ولا للكفاءة ولا للنزاهة ولا للأقدمية ولا لمن يطلب النظام والقانون لأن المشرع لقانون الخدمة المدنية والتأمينات وجدولة الرواتب والمعاشات أعمى همه الوحيد الاحتيال على الموظف ونهب حقوقه ومماطلة مستحقاته حيا وميتا ومما يجدر الإشارة إليه أن الخدمة المدنية تجتهد في إحالة الموظفين إلى التقاعد قبل حصولهم على حقوقهم وعلاوتهم وترقياتهم وتتناسى ما هو أهم وهو موضوع المزدوجين والوهميين والمنقطعين الذين ينهبون خزينة الدولة والذين لو تم استبعادهم.. لوفروا عشرات الألوف من الوظائف لمستحقيها.
لهذا كله ألا ترون معي أن اليمن في ظل هذه السلبيات المستمرة والمسكوت عنها من قبل الدولة والحكومة بحاجة إلى ثورة أخرى تعيد الأمور إلى نصابها ووضعها الطبيعي لكي لا تستمر وتتكرر هذه السلبيات ولكي لا نضل أمة ضحكت من جهلها الأمم.
نقطة ضوء
تعيين الأستاذ عبدالقادر هلال أمينا للعاصمة صنعاء قرار حكيم من القيادة السياسية لقي استحسان من فئات المجتمع اليمني وها هو يأتي ثماره في العاصمة صنعاء من رفع للأسواق العشوائية والباعة ومن حملات لمنع التجول بالسلاح وغير ذلك من المظاهر السلبية فهل نرى قريبا تعيين محافظين لبقية المحافظات المتعثرة في كل شيء بحجم ونشاط عبدالقادر هلال أرجو ذلك.